الأسرة بين الديمقراطية والدكتاتورية
الحب قبل التأديب، هي مدرسة إلهية وضعها الله لتربية أبنائنا، فأحيانا يشعر أبنائنا بنوع من التحكم والإستبداد بحرياتهم حين نوجه لهم توجيهاتنا... فما الحل!
أحيانا الحب يحتاج إلى لغة تترجمه، فالله نفسه حين يوصينا بوصيه يعلن لنا أنها من أجلنا وٌضعت" لأن الوصية مصباح والشريعة نور" أمثال 6:23
جميعنا نخاف على أبنائنا، نرى مستقبلهم بعين الخبرة والحب، نأمل ونسعى إلى ما لم يروه هم لا نفسهم أحياناً.
ومن منطلق حبنا لهم، أحياناً نمنعهم من بعض الأشياء أو نصدر لهم لوائح من الممنوعات والرفض، فمثلا نمنعهم من اللعب فترات طويلة أمام الكمبيوتر وربما ننسى أن نوضح لهم أضرار البقاء أمام أجهزة الكمبيوتر فترات طويلة، وهنا يحدث عنهم خلط بين الحب والعنف والتحكم.
من حقنا أن نخاف عليهم، وأن نؤدبهم، ومن حقهم أن يفهموا هذا بل وربما من الأفضل أن تكون هناك جلسة أسريه نتناقش فيها مع أولادنا فيما يليق أن نفعله وما لا يجب أن نفعله.
إن كنا نعاني أحيانا من عدم إستجابة أبنائنا لقراراتنا أو تعليماتنا، علينا أن نفكر في السبب، قبل أن نغضب منهم ونبدأ في تأنيبهم وتعنيفهم، لأن الغضب والتوبيخ أو العنف وحده قد لا يحل المشكلة الأساسية وهي عدم الطاعة لنا!
ربما علينا أن ننظر إلى أسباب المشكلة، ونسعى للحل لأن المشكلة في حد ذاتها حدثت وبالتالي لابد من بحث عن حلول للأسباب لأن النظر إلى الأسباب يعتبر أول طريق الحل.
ربما علينا أن نٌفرق بين دور رب الأسرة ودور المدير لمؤسسة أو شركة، عندما نأخذ قرار يخص أسرتنا لابد أن يكون لدينا مبررات وحجج واضحة ومقنعة وقوية وراء قراراتنا ونعلنها لهم، لأن الأبناء إذا لم تقتنع بالقرار ربما لا تنفذه.
لعل علينا أن نُشرك أبنائنا في قرارتنا أو على الأقل نوضح لهم سبب هذه القرارات، حتى لا يتصوروا قراراتنا تحكم فيهم او إغاظة لهم.
لم يوصي الله الأباء بحب أبنائهم لأن حب الأباء للأبناء حب غريزي ومؤكد، لكن علينا ألا ننسى أن الله أوصانا على أبنائنا ألا نغيظهم "وأنتم أيها الأباء، لا تغيظوا أولادكم، بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره" افسس6:4
رأيهن
العنف, الأسرة, حب, التأديب, الحب قبل التأديب
- عدد الزيارات: 3702