Skip to main content

سندريلا وسي السيد

منذ الطفولة بَنَت المرأة فكرتها عن الرجل من خلال "سندريلا"… وفي المقابل نشأ الرجل مستندا على "سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ"

 

إن الرجل والمرأة هما شقي المجتمع، وهما محور الخليقة وأساسها، خلقهم الله وعمر الكون بهم، "وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَأكْثُرُوا وَإمْلأُوا الأَرْضَ،" تكوين 1 : 28.

ولأنهم أساس سكان الارض كان ينبغي أن يفهم كل منهما الآخر جيداً ويتشاركا سويا في بناء الأسرة التي تعتبر البنية التحتية للمجتمع بأسره.

ومن هنا كان علينا أن نعلم جيداً عن ثقافة فهم الرجل للمرأة والمرأة للرجل،

أن يفهم كل منا الآخر جيدا بصورته الحقيقية، نفهم إختلاف تكويننا، طريقة تفاعلنا مع الأمور، ونُصحح تلك المفاهيم التي توارثناها من عادات وثقافات خاطئة.

فالمرأة منذ طفولتها بنت فكرتها عن الرجل من خلال "سندريلا" معتمدة في ذلك عن القصص الروائية أو قصص خيالية، والأفلام الرومانسية، التي بالطبع لا نقلل من شأنها لكننا نشير إلى إنها تتناول بعض من الجوانب وتترك الكثير من الجوانب التي ينبغي أن تتعلمها. 

 وعلى صعيد آخر نشأ الرجل على فهم الزوجة من خلال قيامها بواجبات عدة تجاه زوجها وعائلتها، مستندا على" سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ"

وهذا الفهم المغلوط أدى إلى فقدان لغة التواصل بينهما.

أو بمعنى آخر بنى كل منهما صورة للزواج على أنه مائدة ستقدم له عليها كل ما يشتهي، ربما كان الأحرى بهما التفكير في مائدة مشتركة، كليهما سيقوم بإعدادها، وأن يفكرا ماذا يستطيع أن يقدم للطرف الآخر من حب ورعاية. فالحقيقة إن أساس الزواج والبيت هو الحب والعطاء، لا الأخذ فحسب، أساسه الأمان والطمأنينة، فالله خلقنا ذكر وأنثى لنكمل بعضنا البعض، وليس لنتصارع على مقعد واحد تاركين المقعد الأخر فارغا "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" الروم 21

إن أساس نجاح العلاقة الزوجية هو أن يكون الزوجان أصدقاء، يبوحان لبعضهما بكل شيء، يعرف كل منهما دوره، يكمل أحدهما الآخر، ويضحي من أجل الآخر ويحترمان الفروقات التي بينهما.

لقد أوصى الله كل منا على الآخر فقال للرجال "كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم من يحب إمراته يحب نفسه" أف 5 : 28

وقال للنساء "أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ" أف 5 : 22 

لذا علينا أن نتصادق سويا، كما قالت هالة كاظم المستشارة الإجتماعية مؤسسة برنامج «رحلة التغيير» في جريدة التحرير "الصداقة، نظرة مثالية خاصة في المجتمعات العربية التي تحمل كماً من التناقضات، حيث لا يمكن البوح للطرف الآخر ما يمكن البوح به للصديق أو الصديقة".

فنحن جسد واحد، أنا ضلعه، وهو باقي أضلعي، فإن عرف كل منا الآخر وتقبله سنعود كما كنا، جسدا واحداً.

"مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا" اف  5 :31

الزواج, المرأة, الحب, المفاهيم, الثقافة, الرجل

  • عدد الزيارات: 2463