بيت على الصخر
إن العلاقة بيننا وبين مجتمعاتنا ما هي إلا صورة موسعة لعلاقتنا بأسرتنا وآبائنا... فليكن كل منا حجراً في بناء مجتمعه... فلنبدأ بأنفسنا.
إن البيوت ليست بناء حجري، لكنها بناء حي، وكل منا هو حجر حي، وجوده هام لإكتمال البنيان، البيوت أساسها الحب والإحترام وأسوارها التفاهم والعطاء، وغطاءها الأمان والسكينة وأعمدتها المودة والرحمة، وحجر زاويتها الذي يستند عليه البيت كله ويربط بين كل أركانه هو تقوى الله.
فإن أردنا ان نرتقي بمجتمعاتنا علينا أن نبدأ بالوطن الصغير وأساساته ألا وهو الأسرة...
هناك مراحل لبناء المجتمعات، المرحلة الأولى تبدأ في الإهتمام بالطفولة وتأسيس الطفل على قواعد سليمة. والأسرة هي النواة الأولى للبيت الكبير الذي هو المجتمع، ويتكون بيت الأسرة من الزوج والزوجة والأولاد، ومن الأسـر يتكون المجمتع الذي منه يتكون الوطن. ولا يمكن للإنسان أن يعيش وحيداً بلا وطن يحميه ويعيش في أحضانه.
والنوع الأول من البيوت «بيت الأسرة» يقوم على أمور عدة، أهمها: السعي إلى بناء أسرة متحابة وأولاد ينشأوون وينمون في صحة جسدية ونفسيه وروحية برعاية زوجة صالحة، وأب مسؤول.
فالأسس التي يجب أن تقام عليها البيوت المطمئنة، هي التفاهم بين أفراد الأسرة، والتعاون والمودة والرحمة وفوق الكل المحبة التي هي حجر الأساس لأي بناء ثابت وسليم...
والبيوت التي تُبنى على الحب بين أفراد الأسرة الصغيرة، تتسع من نطاق الأخوة بالجسد لتشمل المجتمع بأسره، "كونوا عباد الله أخوانا"حديث
وكما أن بيت الأسرة هو الأساس في نشأة الوطن، كذلك الوطن له تأثير على أفراد المجتمع الذي يكوّن الوطن وذلك من خلال السنن والقوانين التي يفرضها. فكثيرا ما لا نكون راضين ببعض الأمور التي تحصل في وطننا ولكن لا حيلة لنا إلا الرضوخ والسكوت وربما هناك من يشجب ويتذمر.
إن العلاقة بيننا وبين مجتمعاتنا ما هي إلا صورة موسعة لعلاقتنا بأسرنا وأهالينا، نحن نحبهم بغض النظر عن شكلهم وثقافتهم، لأننا نترعرع ونكبر في كنفهم، نفس الأمر مع مجتمعاتنا.
دعونا نفكر بمنطق آخر، وليكن كل منا حجراً في بناء مجتمعه، فالمجتمعات تتكون منك ومني ومن آخرين، وإذا أردنا تغيير مجتمعاتنا والنهوض بها علينا ان نبدأ بأنفسنا، علينا أن نهتم بالطفل والأسرة لأنهم هم نواة المجتمع المنشود والمدينة الفاضلة.
- عدد الزيارات: 3291