أفتخر بأمومتي
أنا أعترف بأنني أتباهى وأفتخر بأولادي... فمنذ صغرهم وأنا أعملِ بكلِّ طاقتي لكي أربّيهم التربية الفُضلى... أعلِّمهم كيف يضعون الله أوّلاً في حياتهم،
ومن ثمَّ أعلِّمهم الفضائل والقِيَم الأخلاقية...
كيف يسلكون بأمانة وصدق بعيداً عن الأنانية والرياء، في مجتمع يسوده الفساد والضياع...
والحقيقة أنَّ لا أحد منا يعلم ما سيكون عليه أولاده في المستقبل.
ومن الطبيعي أن نفتخر بأولادنا، أليس هذا صحيحاً؟ لكن ما يقلقني ويهُّزني هو عندما أرى نوعاً مختلفاً من التباهي والإفتخار... فأنا على سيبل المثال أفتخر بأولادي وبالإيمان الثابت الذي يتمتعون به، ويترجمونه عملياً في حياتهم اليوميَّة... لكنني أضع علامة استفهام كبيرة عندما أجد أنَّ هناك من يفتخر بأولاده وبالمركز الإجتماعي الذي يشغلونه، أو بالعِلْم الذي يُحصِّلونه "وهذا ليس سيئاً بالطبع"، ولكن الأهم في نظري هو الإنسان الداخلي والأخلاق والقِيَم التي يتمتَّع بها والتي تنتج عن الإيمان.
بكلِّ تواضع أقول، لقد زرعتُ في قلوب أولادي بذرة الإيمان... وكأم، فأنا لديَّ هذا الإمتياز بأن أراقب تلك البذرة... كيف تتفتَّح براعمها الطرية الخضراء... إنها براعم حقيقية جميلة وجيِّدة... لكن إذا ما تعرَّضت للضغط المتزايد فسوف تنسحق ولن تُثمِر فيما بعد. إنَّ هذه البذرة تحتاج إلى سنين وسنين لكي تعطي ثَمَرَها. إنَّ دوري كأم في هذه المرحلة، أن أُصلّي من أجل تلك البذرة لكي تنمو في تربةٍ صالحة، تترسَّخ وتَقوى جذورها هناك... إلى أن يحين موعد الإثمار... فالذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً.
يقول الكتاب المقدَّس: "ربِّ الولد في طريقه، فمتى شاخ لا يحيد عنه" أمثال ٢٢: ٦
قدوة, الله, الأنانية, الإيمان, الأخلاق, أفتخر
- عدد الزيارات: 3607