أفغانيّات حَوَّلْنَ قِطَع سيارات إلى أجهزة تنفُّس
فتيات أفغانيات تتراوح أعمارهن بين الرابعة عشر حتى سن العشرين تحدّين التوقعات والأفكار النَمَطيَّة، وطَوَّرن نموذجاً أوَّليّاً لجهاز تنفس إصطناعي من مُحرِّك سيارة... لقراءة المزيد...
إنضمَّ فريق مؤلف من فتيات أفغانيات للقتال ضد ڤيروس كورونا بطريقة مُبتكَرة وغير إعتيادية، وفي وقت توقعت فيه المنطقة إنفجاراً كبيراً في الإصابات، بسبب الطَفرة المنتشرة بين العمّال الأفغان العائدين من المنطقة المجاورة، والتي تُعدُّ إحدى أكبر بُؤر العالم في إحتضان الڤيروس.
لكن الأمة الفقيرة في أفغانستان لم تكن مهيأة لأي تَفَشٍ كبير، فهي لديها مستشفيين فقط مُحددين لهذا المرض، وإثني عشر جهازاً للتنفس الإصطناعي يتنقلان بين هاتين المستشفيين.
وبسبب هذا النقص الحاد، بدأ تهديد كورونا يتزايد كل يوم، وأصبح الإحتياج مُلِحّاً نظراً لانعدام القدرة على إنقاذ حياة المرضى.
لكن فريقاً مؤلفاً من فتيات أفغانيات تتراوح أعمارهن بين الرابعة عشر حتى سن العشرين يطلقن على أنفسهن إسم Afghan Dreamers Robotic Team تحدّى التوقعات والأفكار النَمَطيَّة، وطَوَّر نموذجاً أوَّليّاً لجهاز تنفس إصطناعي من مُحرِّك سيارة Toyota Corolla لا تتجاوز كلفته $٣٠٠.
وقد أوجد الفريق هذا النموذج المبدئي بعد أن أطلق المحافظ نداء إستغاثةٍ عاجل، أعلن فيه عن حاجة المنطقة إلى أجهزة تنفُّس.
أسرع الفريق في منطقة هيرات للتركيز على كيفية مساعدة أفغانستان في التصدّي للوباء… وهذا الفريق يتألف من الكابتن سوميّا فاروقي، ديانا وهب زاده، فلورانس بويا، إلهام منصوري وناهد رحيمي…
وسرعان ما قرَّرت الفتيات تحضير جهاز بإمكانه أن يضغط ميكانيكياً نحو كيس بلاستيكي متَّصل بقناع يُستخدَم يدوياً لمساعدة المرضى على التنفس.
وقد وضع الفريق شروطًا يجب إتّباعها في عملية التصنيع: ما يجب الإنتباه إليه هو أن يكون الجهاز قادراً على الضغط على الكيس بشكل إيقاعي، وأن يكون قابلا للتعديل من ناحية الضغط والسرعة، كما يجب أن يكون قادرا على العمل لفترات طويلة من الزمن. ومع النقص الحاد في توليد الطاقة في البلاد، فقد هدف الفريق أيضاً إلى أن يكون الجهاز قادرا على العمل على بطاريَّة إحتياطية، أو على الطاقة الشمسية…
وبدأت المحاولات…
في البداية حاول الفريق بناء جهاز تنفسي رقمي، لكن هذا كان مستحيلاً نظراً لعدم توافر القطع المطلوبة والتي يُحَظٍّر إستيرادها من وراء البحار…
وبدلاً من ذلك إختار الفريق أن يستعمل قطعاً من سيارات محلّية ومتوفِّرة بسهولة كسيارة Toyota.
ألتحدّي الأكبر الذي واجهه الفريق في تطوير الجهاز هو الإقفال العام الذي تشهده المناطق. فكان على الفتيات أن يبحثن عن أصحاب المحلات التجارية وعن كيفية الإتصال بهم للطلب إليهم فتح المتجر لشراء القطع اللازمة وهذا من أصعب ما يكون… لكن الأمل كان موجوداً!!
أنجز الفريق أنموذجاً أرسلوه إلى الخبراء لوضع ملاحظاتهم عليه؛ وجاء الردُّ من أحد المدراء يقول: "إنه تصميم ذكي لكننا نحتاج أن نُجَرِّبه…"
وبانتظار موافقة الصحة العالمية على تصنيفه، بدأ العمل على وضع هذا الجهاز في المستشفيات النائية ذات المعدات المحدودة…
فريق الفتيات متفائل وهو على إستعداد بأن يُحَسِّن هذا الجهاز ويُطَوِّره إلى جهاز مثالي متكامل، كما تأمل الفتيات أيضاً بأنَّ نجاحهن هذا سيُظهِر للناس مدى قيمة تعليم الفتيات
في أفغانستان.
ولو أنَّ الفرصة أُتيحت أكثر لهؤلاء الفتيات للحصول على أدوات ومعدات أكثر تطوّراً لتغيرت حياتهن… ليس حياتهن فقط بل أصبح بمقدورهن تغيير مجتمعهن وإحداث إنقلاب إيجابي نحو الأفضل…
(بعد انسحاب الامريكيين من أفغانستان، وخوفا على حياتهن رتبت الفتيات أمر سفرهن سرا بواسطة المؤسسة التي تبنت تعليمهن وهربن لدولة أوروبية)
المواهب, الفتيات, التقدم نحو الأفضل, أفغانيات, تغيير مجتمع
- عدد الزيارات: 1472