Skip to main content

السباحة في سن السبعين

لقد تجاوزت عقدة الخوف وأنا أفكر في أخذ دروس في الرقص برفقة جارتي التي رافقتني في بركة السباحة… 

تعتبر رياضة السباحة من أفضل أنواع الرياضات ولها فوائد متعددة على سائر أنحاء الجسم، إذ تعمل على تحريك جميع العضلات، وخاصةً الظهر والبطن والساقين. 

ويقول الخبراء إنَّ أفضل عمر لتعلُّم السباحة هو للأطفال الذين بلغوا سن الرابعة، وهي تأتي بفوائد كبيرة عند ممارستها في سن مبكر… 

لكن Vijaya Srivastava (سندعوها فيجا) لم تخضع لهذه المعادلة… فقد كانت تسافر إلى مناطق مختلفة لتقضي أوقاتاً مع أحفادها، وكانت تعمل كمتطوِّعة في إحدى المكتبات، ولم يكن هذا يتطلَّب الغوص في المياه، ألأمر الدي يناسبها تماماً لأن المياه كانت تُخيفها، والخوف من الغطس كان مشكلتها الكبيرة… 

لم يكن لدى فيجا الشغف في بركة السباحة، كونها عاشت في الهند، حتى أنَّ فكرة الخروج للترفيه عن النفس لمْ تراودها يوماً ولو لمرةٍ واحدة… 

ومع مرور الوقت إنتقلت فيجا للعيش في الولايات المتحدة… 

ولدى زيارة الطبيب، طلب منها تحسين نمط حياتها ونصحها باللجوء إلى السباحة لتحسين عضلات جسمها… 

"أنا في عمر السبعين، ولا أجيد السباحة ولم أضع رأسي يوماً تحت الماء…" هكذا أجابت فيجا طبيبها. 

لكن الطبيب أصرَّ على ذلك وسألها إن كانت قد تَلَقَّتْ دروساً في السباحة… 

وبتعجّب كبير سألتْ:"في سنٍ كهذا؟!" 

نعم، قال الطبيب ثمَّ دارَ حديث طويل بينهما… 

وتقول فيجا: "في البداية إتفقتُ مع جارتي للذهاب سوياً وأخذ دروس السباحة… لقد إختارت هي أن تأخذ دروساً في حَرَس الشواطىء" Life Guards… وهذا ما شجعني. كنا نذهب ٣ أيام أسبوعياً، وكنتُ أذهب إلى بركة السباحة بين الصف والصف. وبدأتُ أحلم بالسباحة… كنت أستيقظ متحمِّسة… وعندما لا أقدر على النوم كنت أحاول السباحة على الفراش… شيء مضحك… 

بعد الدرس الأول لجأت إلى موقع You Tube لأتعلم فن السباحة… معظم الأوقات كان أحفادي يرافقونني وكنت أرى علامات الرضى على وجوههم ومن خلال رفع الإبهام والعكس صحيح… كنت أخشى الغرق، لذا كنت أُصلّي قبل كل درس… لم تكن لدي قدرة على التحمّل، وكنت أشعر بالإرهاق بعد نصف ساعة… 

بعد عدة أشهر، طلب مني المدرِّب أن أذهب إلى العمق وأصل إلى الجهة المقابلة، لكنني رفضت بحجّة أنني لست جاهزة بعد… وبعد أخذٍ وَرَدّ وبتشجيع كبير منه ومن أحفادي الذين ينتظرونني على الجهة المقابِلة، طلب مني أن ألحق به بعد أن وعدني بأنه لن يدعني أغرق… بدأت الرحلة وبدأ الخوف يتسرَّب إلي… وفكرت بأن أعود أدراجي لكنني وللأسف لم أكن أعرف كيف أستدير… عليَّ أن أتابع… عندما وصلت، وقف الجميع يصفقون ويُلوِّحون بأيديهم… لم أستطع التلويح لهم إلا عندما إلتقطتُ أنفاسي وتمسَّكتُ بالحائط وعلى علوّ ٨ أقدام… 

والآن هم فخورون بي… لقد تجاوزت عقدة الخوف وأنا أفكر في أخذ دروس في الرقص برفقة جارتي التي رافقتني في بركة السباحة… 

وللسيِّدات اللواتي هنَّ في مثل سني أقول، لم يَفُتْ الأوان بعد…" 

الخوف, الرياضة, السباحة, التغلب على الخوف, التقدم بالسن

  • عدد الزيارات: 1416