Skip to main content

بعد سبعين سنة من كَسْبِ شهادتها، إبنة ال ٩٩ سنة تتخَرَّج

بعد سبعين سنة من كَسْبِ شهادتها، إبنة ال ٩٩ سنة تتخَرَّج

إرتدت ثوب التخرُّج، فيما كان بالونان باللّون الذّهبيّ يُمثِّلان رقم ٩٩، يتمايلان خلف رأسها...

في الثاني من أيّار ٢٠١٩ أطفأتْ إليزابيث جونسون شمعتها أل ٩٩، عندما وقفتْ مُتَجَمِّدَة، ومُمْسِكة بال walker بإحكام، أمام ستين شخص من أحبّائها المُقَرَّبين، الذين أعدّوا لها مفاجئة، لتطفىء شمعتها وسط التّصفيق الحار...

لم تكن هذه المفاجأة الوحيدة يومها، للمرأة المُخضرمة التي حضرت الحرب العالميّة الثّانية... فبعدما قطعتْ قالب الحلوى، قُدِّمَ إليها ثوبًا أسود، مع قُبَّعة حمراء مُرفقة ببطاقة دعوة للصّعود على خشبة مسرح التخرُّج في جامعة Winston - Salem  في نورث كارولاينا، بعد سبعين سنة من نيلها الشّهادة...

أمّا عن عدم حضورها حفل التّخرّج آنذاك، تقول إليزابيث: "في ذلك اليوم، لم أجد أحدًا ليَنوب مكاني في العمل، لذا إضطررتُ أن أَتَغَيَّبَ عن الحفل... كنتُ أعمل في حقل التّعليم يومها في ولاية ڤيرجينيا... لا أستطيع أن أُصَدِّق ما يحصل الآن، وأظن أنّني أحلم..." قالت هذا بينما كانت تضع القبّعة على رأسها وقد إرتدت ثوب التخرُّج، فيما كان بالونان باللّون الذّهبيّ يُمثِّلان رقم ٩٩، يتمايلان خلف رأسها...

وعن هذا يقول ابنها دايڤد جونسون: "ستنضمُّ والدتي إلى حفل التّخرُّج في العاشر من أيار ٢٠١٩... إنَّ حقيقة خوضها لتجربة التخرُّج الآن وبعد كل هذا الوقت، سوف يُذيبُ قلبها... لكنّها تستحق ذلك"...

أمّا حفيدتها ساندرا فتقول: "بالنّسبة لي، فإنَّ جدتي هي بطلة... وإنّه من المميٍّز جدًّا أن تكون جدّتي قد عاصرتْ الحرب العالميّة، وعملتْ مع الجنود بتوصيل البريد منهم وإليهم، ثمّ عملتْ في حقل التّعليم لسنين طويلة... أريد أن أقول للنّاس أنّه من الممكن جدًّا أن تكون قد أوصلتْ رسالة من جدِّكم إلى جدَّتكم وبالعكس، لأنّها كانت تحرص على تسليم الرّسائل بيدها لتوصل السّرور إلى قلب الجميع"...

ويقول إبنها دايڤد: "نحن عائلة مؤلّفة من ولدين، عندما كنّا في سنّ الطّفولة، عملتْ والدتي بجهد لتؤَمِّن لقمة العيش لأطفالها، حتى إنها تمكنتْ من إستلام ثلاثة وظائف في آن... فقد كانت تقوم بخدمة الزّبائن في المطعم، كما كانت تزوِّدهم أحيانًا بالطّعام خارج المطعم، بالإضافة إلى عملها كمعلِّمة... لم يكن لدينا مياه في المنزل، وكان عليها أن تجلب المياه من البئر... كانت قدرتها على العمل مدهشة... وكمعلِّمة، كانت تحثُّ تلامذتها لمتابعة التّعليم العالي... بعد تقاعدها، تابعت والدتي إعطاء دروس خصوصيّة، كما عملت بشكلٍ تطوُّعي أيضًا في التّدريس"...

ويقول عميد الكلّيّة: " من خدمة بلادها خلال الحرب العالمية الثانية، إلى خدمة المئات من الطّلاب - فقد دخلتْ إليزابيث لتتعلَّم وخرجَتْ لكي تخدم... إنها مُلهِمَتنا... ونحن متحمِّسون جدًّا لكي نراها تجتاز خشبة التّخرُّج بعد سبعين سن"...

ويقول إبنها دايڤد: "منذ ثماني سنوات تعيش إليزابيث في مُجَمَّعٍ للمتقاعدين، وهي تُبْقي ذاكرتها نشيطة وثاقبة من خلال القراءة، وهي تَهوى الألعاب الذهنية التي تنمّي الذّكاء مثل ال Puzzle والكلمات المتقاطعة، والبحث عن الكلمة الضّائعة"...

وتقول إليزابيث: "أنا مصدومةٌ فَرَحًا... كيف إستطاعتْ إبنتي وأحفادي أن يجدوا الوقت لعمل كل هذا؟ هذا أروع عيد ميلاد في حياتي"...

النجاح, التصميم, الإرادة, السرور, المثابرة , المرأة العاملة, المرأة المخضرمة, التطوع, التعلم والتعليم, خدمة المجتمع, العمل بجهد, تأمين لقمة العيش

  • عدد الزيارات: 1732