Skip to main content

إنتظرَتْ يوم زفافها – لِتُخْرِبَهُ

إنتظرَتْ يوم زفافها – لِتُخْرِبَهُ

وعندما رأيتُ أختي وهي ترتدي ثوب زفافها، أيقنتُ أنّني لا أستطيع أن أخطو هذه الخطوة في حين أنَّ أختي تستطيع…

يوم الزّفاف ليس يومًا عاديًّا... فهناك الكثير من التّحضيرات التي يجب أن تنتهي خلال ساعات قليلة…

٧ آذار ٢٠١٨، من المفترض أن يكون يومًا مميّزًا بالنّسبة للفتاة مونيكا… إنّه يوم زفافها - الوقت يمرُّ سريعًا، وكفتاة هنديّة فإن ارتداء "السّاري" كلباسٍ تقليديّ مخصّص لهذه المناسبة، أمرٌ مفروغٌ منه… تسريحة الشّعر، الماكياج ووضع المجوهرات في اليدين والأذنين والأنف والعنق، أمرٌ حتمي… أما اليدين فيجب تغطيتهما بدوائر مُعَقَّدَة من الحنّاء، وهذا تقليد تراثيّ وأحد نواميس الزّواج في الهند… كلُّ هذا لم يمنع مونيكا إبنة الثالثة عشر من إتخاذ خطوتها الجريئة…

فبينما الجميع منشغل، تسلَّلَتْ مونيكا وبكامل أناقتها من منزل ذويها ودون أن يلحظها أحد، بعدما إستعارَتْ هاتفاً خليويًّا للإتصال بخط "المساعَدَة" الذي يعود إلى منظّمة لا تبتغي الرّبح، والذي يعالج قضايا زواج القاصرات… وخلال المكالمة شرحتْ مونيكا وضعها وطلبت من الشّرطة حمايتها وإيقاف هذا الزّواج… ثم عادت إلى المنزل بهدوء، وعندما وصل رجال الشّرطة، إبتسمت لهم إبتسامة صغيرة!

وعن هذا تقول مونيكا: "في أحد الأيّام عاد والدي من عمله وناداني بينما كانت والدتي تجلس بجواره، وأخبرني أنّه وجد الشّخص الذي سأتزوّج به… صُدِمْتُ حينها، وقلتُ في نفسي أنا لا أزال صغيرة جدًّا… لا أريد أن أتزوّج… أريد أن أتعلّم وأصبح مُدَرِّسة… ثم أنّي لم أقابل هذا الشّخص في حياتي، كلّ ما أعرفه أنّه في الثانية والعشرين من عمره، يعيش في قرية تبعد ١١٥ ميلاً والوصول إليها يستغرق ٤ ساعات في القطار… وقد أراني والدي صورة شمسيّة له…

وكفتاة مطيعة لم أجرؤ على الرّفض، وقد قرر والداي أن يكون الزّفاف مشتركًا، أي في نفس موعد زفاف أختي التي تكبرني بعدة سنوات… وعندما رأيتُ أختي وهي ترتدي ثوب زفافها، أيقنتُ أنّني لا أستطيع أن أخطو هذه الخطوة في حين أنَّ أختي تستطيع…"

وتتابع مونيكا فتقول: "لقد تضَرَّعْتُ إلى والديّ طالبةً منهما إلغاء هذا الزّواج، فأنا لا أريد أن أتزوّج، وعندما إستفسرا عن السّبب قلتُ لهما بأنّي لم أبلغ الثّمانية عشر من عمري، العمر القانوني الذي يُسْمَحُ به للفتاة أن تتزوَّج، لكنّهما لم يُصغِيا إليَّ ولم يأبها لأمري… بل زَعَما بأنّي بلغتُ السّابعة عشر لكي يُبَرِّرا هذا الزّواج، في ظلّ غياب أيَّة وثيقة تُظهِرُ عمري الحقيقي…

لكن وِفقًا للجمعيّة التي ساعدتني في منع إتمام هذا الزّواج، وبالرّجوع إلى سجلّات المدرسة تأكَّدَ أنَّ عمري الحقيقي لا يتجاوز الثّالثة عشر فقط…

أمّا والدة مونيكا فتقول: "عندما نذهب إلى عملنا فإننا نَقْلَقُ على فتياتنا لأنّهن وحدهنَّ في المنزل حيث لا أمان… وخوفًا على سلامتها قرّرنا تزويجها - مع أختها… لكن ما فعلتْه مونيكا يوم الزّفاف كان مفاجئًا... ورغم ذلك فأنا فخورة بها وبجرأتها التي دفعتها لتواجه ذلك الزّواج… لقد أَحْدَثَتْ تغييرًا، وهذا التّغيير يُفيدُ الجميع…"

أمّا مونيكا فإنّها تشعر بالسّعادة الغامرة لأنّها رَفَضَتْ أن تكون "الطّفلة العروس" ولأن قصّتها سوف تُلهِمُ فتياتٍ قاصرات أخريات على رفض الزّواج المُبكِر…

وعن هذا تقول : "أريدُ مساعدة هؤلاء الفتيات… إن لم تستطع أيٌّ منهنَّ إيقاف زواجها، فأنا على استعداد أن أوقف زواجها بنفسي…

حقوق المرأة, الزواج المبكر, زواج القاصرات, السن القانوني, ظلم المجتمع, الطفلة العروس, ثوب الزفاف, سجلّات المدرسة

  • عدد الزيارات: 2321