حملَتِ القيثارة وعزفَتْ بيدٍ واحدة
لم يكن أمام مانامي بعد تعافيها من الحادث إلّا أن تستبدل يدها المقطوعة بيدٍ إصطناعيَّة..... إنّها ممرّضة موهوبة،
سبّاحة ماهرة تشترك في مسابقات عالميّة، وهي التي أحبَّتْ عزْفَ الكمان إلى درجة العشق...
يقول لاعب كرة السّلَّة مايكل جوردان: "لا تسمحْ للعقبات من أن توقف مسيرتك. فإذا ركضْتَ نحو الحائط، لا تستدِرْ وتستسلم، بل حاول أن تكتشف كيف يمكنك أن تتسلَّقه أو تخترقه..."
إنّه التّحدّي الذي قد نواجهه في حياتنا اليوميّة، فعندما تمنحنا الحياة "ألحامض" علينا أن نتعلَّم كيف نستخرج منه العصير ونُحَوِّله إلى شراب لذيذ...
هذا ما حدث مع الفتاة اليابانيّة "مانامي إيتو" وهي التي عرفت كيف تتحدّى العقبات، كي لا تقف عائقًا في مسيرة نجاحها، وهي إذ خاضت هذا التّحدّي أصبحت مثالاً ممتازًا وقدوة رائعة
في تَخَطّي المِحَن...
فقد فقدتْ مانامي ذراعها اليمنى في حادث سير عام ٢٠٠٤، يومها كانت تلميذة جامعية على وشك التّخرّج من كليّة التّمريض... وهكذا وضعَتْ مانامي كلّ أحلامها جانبًا...
وهي التي تتمتَّع بمواهب عديدة...إنّها ممرّضة موهوبة، سبّاحة ماهرة تشترك في مسابقات عالميّة، وهي التي أحبَّتْ عزْفَ الكمان إلى درجة العشق...
لم يكن أمام مانامي بعد تعافيها من الحادث إلّا أن تستبدل يدها المقطوعة بيدٍ إصطناعيَّة... وعندما ذهبَت إلى مكان التّأهيل، لاحظَتْ بأنّ هناك أشخاصًا في مثل وضعها وقد فقدوا إحدى أطرافهم،
لكنّهم يلعبون كرة السّلَّة – تمامًا مثل الأشخاص العاديّين... هذا المشهد المُلهِم حرَّكَ مشاعرها وأعاد لها بصيصًا من الأمل كادت على وشك أن تفقده...
وهكذا عادت مانامي إلى متابعة مسيرتها التي توقفتْ، وها هي تتألّق وتُبدِع وتحصد الجوائز الواحدة تلو الأخرى...
فهي تُمارس عملها كممرّضة، وقد حصلَتْ على المرتبة الأولى في هذا المجال في اليابان، كممرّضة تعمل بيدٍ إصطناعية... كما تشارك مانامي اليوم في مسابقات عالميّة في السّباحة...
ولم تقتصر نجاحات مانامي على التّمريض والسّباحة، لكنّها كلّلتها بنجاحٍ باهر عندما حصلَتْ على شهادةٍ في العزف على القيثارة...
واليوم تحمل مانامي قيثارتها وتجول في أنحاء العالم لتعزف أعذب الألحان، وتشارك الآخرين في موهبتها الخارقة... إنَّ لمستها الجميلة للكمان لا يمكن أن تُقارَن، ويصعبُ على من يتابعها بعينين
مُغمضتين أن يُمَيِّز بأنّ تلك العازفة تستعمل يدًا إصطناعيّة...
لقد لَمَسَتْ مانامي قلوب آلاف الأشخاص حول العالم، فقدّموا لها كلمات الشّكر والمديح، إلى جانب الدّعم المعنوي الذي تَلَقَّته من كثيرين... كيف لا وهي المثال الحيّ الذي يجعلهم يُحَلِّقون
فوق صعوبات الحياة..
النجاح, الصعوبات, التحدي, الموهبة , الدّعم المعنويّ, الإعاقة, الإعاقة الجسديّة, تخطّي المصاعب
- عدد الزيارات: 1868