Skip to main content

قرية للنّساء... فقط

قرية للنّساء... فقط

رحلت ريبيكا واصطحبت معها ١٦ إمرأة ناجية من حوادث العنف تلك، واستَقَرَّتْ في حقلٍ مهجور تَحَوَّل بعد فترة وجيزة إلى قرية "أوموجا".

واجهَت العنف في طفولتها وخضعَتْ للممارسات التقليديَّة المُسيئة للنّساء، مثل ختان الإناث، والزّواج القَسريّ في سنّ الطّفولة... شعرَتْ بالخطر يتهدَّد حياتها، فقامَتْ بخطوة فريدة هي الأولى من نوعها، وأسَّسَتْ قرية بمثابة ملجأ وملاذ للنّساء المُعَنَّفات — ممنوعٌ على الرّجال دخولها...

إنّها ريبيكا لولوسولي، والتي قادَتْ مجموعة من النّساء عام ١٩٩٠ لتدشين قريتها الجديدة...

تشغلُ ريبيكا اليوم منصب الرّئيسة الحاكمة لقرية "أوموجا أوسو"، وهي عضوٌ فعّال في قبيلة سامبورو في شمال كينيا... وباتتْ قريتها "أوموجا" ملاذاً آمنًا للنّساء والفتيات اللواتي يتَّخذنً قرار الهروب من حياة العنف والإغتصاب!

بدأت قصّة ريبيكا عندما كانت النّساء اللواتي يعملن في الحقول بجمع الحطب، يتعرَّضن للإغتصاب والتّسلية، من قِبَل الجنود البريطانيين المتواجدين في تلك المنطقة، على مدى أكثر من خمسين عامًا...

أمّا نصيب هؤلاء النّسوة، فكان الرّفض والطّرد من المنزل على يد أزواجهن... وعندما حاربتْ ريبيكا تلك الظاهرة، ورفضت الخضوع لتقاليد القرية، تعرَّضتَ للضّرب المُبرِح، والشّتم من رجال القرية، ولم يُكَلِّف زوجها نفسه عناء مساعدتها أو حمايتها... عندها قرَّرَتْ الهروب!

رحلت ريبيكا واصطحبت معها ١٦ إمرأة ناجية من حوادث العنف تلك، واستَقَرَّتْ في حقلٍ مهجور تَحَوَّل بعد فترة وجيزة إلى قرية "أوموجا".

واليوم، أصبحت تلك القرية مُكتفية ذاتيًّا، ولم يكن ذلك بالأمر السّهل إطلاقاً... فقد تعلَّمَتْ النّسوة الحِرَف اليدويّة مثل صناعة المجوهرات، وتربية الدّواجن... وتقول ريبيكا بأنّه ممنوعٌ على الرّجال العيش في تلك القرية، ولكن يمكنهم زيارتها بشرط إلتزامهم بالقوانين التي تفرضها النّسوة... وقد سعت النّساء إلى إنشاء مخيّمْ سياحي، يتمّ فيه بيع المنتجات اليدويّة لجذب السيَّاح، بعد فشلهن في بيع بعض المحاصيل الزّراعيّة لتأمين لقمة العيش...

وما إن بدأت الأموال تدخل القرية، حتّى قام الرّجال باضطهاد النسوة، وقطع الطّريق على السيَّاح لمنعهم من دخول القرية، كما قاموا بضرب النّسوة أمام أعينهم... فما كان من النسوة إلّا أن إتّخذوا قرارًا بشراء تلك الأرض لمنع الرّجال من دخولها... ورغم محاولات الرّجال وقف الصّفقة، فقد نجحت النسوة في إدِّخار مبلغ من المال على مدى أشهرٍ، وقامتْ بشراء تلك الأرض، فأصبحت القرية ملكًا لهن...

وتقول ريبيكا: "يبقى الهاجس الأكبر هو "الرّجال"... إنّهم يشعرون بالغيرة من إنجازاتنا... فالمجتمع هنا يُهَمِّش المرأة ويمنعها من إتّخاذ القرارات وامتلاك العقارات... حتّى إنَّ الرّجال المتعلمين وبعض السّياسيين يحاربوننا..."

عام ٢٠١٠ تَلَقَّتْ ريبيكا التي تبلغ اليوم ٥٣ عامًا، جائزة "القيادة العالميّة" من منظّمة "ڤيتال ڤويسز"، وهي سيّدة أعمال ناجحة تواصل عملها بدون تعبٍ أو كَلَل!

العنف ضد المرأة, التصميم, الإرادة, الإغتصاب, ختان الإناث, اضطهاد النّساء, نجاحات المرأة, القيادة العالميّة, قرية النّساء

  • عدد الزيارات: 1941