Skip to main content

الطالبة المرفوضة تنال لَقَبَ أفضل معلِّمة

الطالبة المرفوضة تنال لَقَبَ أفضل معلِّمة

أنا الآن "وحشٌ لطيفٌ ومبتسم..." نويليا غاريلّا، طفلة أرجنتينية وُلِدَتْ مختلفة تعاني من متلازمة داون Down Syndrome  

وهي عبارة عن زيادة عدد الكرومزومات تصحبها معطيات خلقية مميزة.

إصطحبتها والدتها وهي ما تزال طفلة إلى دارٍ للحضانة حيث رُفِضَتْ بسبب وضعها... هكذا تروي والدتها "مارسيدس" بعينين دامعتين وتقول:

" قد سمعتُ ذلك الجواب القاسي: نحن لا نريد وَحْشاً بين الأطفال الطبيعيين..."

وقد وَصَفتها المعلِّمة حينها بأنها "مِسْخاً مُخيفاً وحزيناً."

لم تكن رحلة نويليا لدخول المدرسة سهلة على الإطلاق، فقد واجهتْ الكثير من الرفض، لكن حلمها بإن تصبح معلِّمة زادها إصراراً ولم يسمح لها بالإستسلام. لقد جعلها تتحدّى الواقع للوصول إلى ما تريد.

واليوم أصبحت نويليا البالغة ٣١ عاماً معلِّمة في مدرسة للحضانة، وهي تهتمُّ بأطفال تتراوح أعمارهم بين ٢-٣ سنوات، حيث تقرأ لهم القصص وتلعب معهم الألعاب.

وتقول نويليا: "أنا أعشق هذا العمل منذ طفولتي... لقد أردتُ أن أكون هكذا لأني أُحبُّ الأولاد كثيراً... فأنا أريدهم أن يقرأوا وأن يُصغوا، ذلك لأن الأشخاص الإجتماعيين عليهم أن يُجيدوا فنَّ الإصغاء...

في البداية لم يثق أحدٌ بمقدرتي على القيادة نظراً لحالتي. لكن هذا لم يدم طويلاً... بل إنَّ تصميمي وعزمي دفعَ المعلمين والأهل والعمدة لإختبار مقدرتي... وقد وقفوا إلى جانبي عندما كُنتُ أَشُقُّ طريقي نحو "خدمتي التاريخية."

ومع الوقت إزدادت ثقتهم بقدراتي، حتى أولئك المعارضين لقيادتي بادروا إلى تشجيعي وساهموا في توظيفي...

أنا الآن "وحشٌ لطيفٌ ومبتسم..."

إنضمَّت نويليا إلى إحدى المدارس الرسمية عام ٢٠١٢، وهي المعلِّمة الأولى والوحيدة في بلدها وفي أميركا اللاتينية التي ولدت "بجينات وراثية مختلفة" تقود صفاً في صفوف الحضانة.

وهي المعلِّمة الأولى أيضاً التي تنال لقب "أفضل معلِّمة."

وتقول نويليا: "أشعر بالسعادة عندما أكون مع تلاميذي... فهم يحبونني، كذلك أهلهم وزملائي وإدارة المدرسة...

جميعهم رائعون... لدي تلميذ في صفي مولود بمتلازمة داون... إنه رائع أيضاً..." تقول نويليا هذه الكلمات وهي جالسة على الأرض مُمسكة بكتابٍ صغير، وقد تَحَلَّقَ ألأولاد حولها وهم يتأملون وجهها المُشرق، ينتظرونها حتى تبدأ بقراءة القصة لهم...

نويليا من القلائل المتعايشين مع متلازمة داون والتي وثقت بنفسها وآمنت بوطنها، فأصبحتْ المعلِّمة الوحيدة بهذه المتلازمة التي تقود صفاً من صفوف الحضانة...

القيادة, الثقة, المدارس, الاجتهاد , معلِّمة, متميزة

  • عدد الزيارات: 2278