آمنة المتمرِّدة
إكتسبت آمنة شهرة واسعة في أوساط الفقراء، ونادت بتفعيل قانون الأحوال الشخصية وتطويره، إذ دَعَتْ لوقف الإعتداءات على الأطفال القاصرين،
ناشطة إجتماعية ومناضلة حقوقية. ساهمت في تغيير قانون الإنتخاب ونيل المرأة ٢٠٪ من المناصب الإنتخابية. جاهدتْ في مكافحة الإتجار بالبشر وخاصةً خادمات المنازل.
حازتْ على عضوية أهم المنظمات الحقوقية والنسائية الدولية، وقد ظهر إسمها مؤخراً في لائحةٍ تضمُّ ٥٠٠ شخصية هي الأكثر تأثيراً على المستوى العالمي الإسلامي، كتقديرٍ لجهودها الحثيثة التي بذلتها منظمتها "رابطة النساء مُعيلات الأُسَر" في سبيل تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة.
وُلِدَتْ آمنة في نواكشوط / موريتانيا في خمسينيات القرن الماضي، في أسرة عربية تعيش تقاليد السلاح. وكان أبوها حريصاً على تلك القِيَم المحافظة التي لا تسمح للفتاة بالخروج من البيت. وقد عانت آمنة الأمَرّين من التضييق عليها وحبسها، ليس من عائلتها فقط، بل من السلطة أيضاً التي ضَيَّقَتْ عليها جداً وحاصرتها، عندما كانت تواجه وتكافح في سبيل الأسرة والمجتمع. ولم تكتفِ السلطة بهذا بل سجنتها في المُعتَقل. لكنها لم تأبه ولم تتراجع أمام التهديدات التي وصلَتْ إلى حدّ هَدْرِ دمها، بعد اتهامها بالجنون والتهوُّر والخروج عن المألوف حتى عُرِفتْ ب "آمنة المتمرِّدة."
تزوجت آمنة في سن مبكّر (١٤ سنة) وكانت حينها ثائرة ومتمردة، تشارك في التظاهرات السياسية رغم حملها بابنتها الأولى، مما إضطر أهلها لوضع قيود في رجليها لمنعها من مزاولة نشاطها الحقوقي. لكنها أفلتَتْ من قيودها وتابعت مظاهراتها، فانتهى بها الأمر في السجن. وقد سجَّلَتْ بذلك أوَّل إسمٍ نسائي بين قوائم المعتقلين، وكرَّتْ السُبحة، فخرجت ثم عادت إلى السجن عدة مرات.
إكتسبت آمنة شهرة واسعة في أوساط الفقراء، ونادت بتفعيل قانون الأحوال الشخصية وتطويره، إذ دَعَتْ لوقف الإعتداءات على الأطفال القاصرين، ورفضت العنصرية، وزواج الفتيات المبكر، ودَعَتْ المرأة للإنخراط في مختلف ميادين الحياة إلى جانب الرَّجُل. وهي تتبنّى حالياً هموم العبيد والرِّق، وتتكفَّل بضحايا التمييز والقهر، وتدافع عن حقوق النساء المُطَلَّقات.
أسست آمنة رابطة "نساء مُعيلات الأُسَرْ" عام ١٩٩٩ بمساعدة ٧٥ سيِّدة من زميلاتها، وذلك بعد تأثُّرها الكبير بمحاكمة سيِّدة تزوجت عُرْفِياً من رجل، وأنجبت منه أطفالاً. وقد توفي هذا الرجل دون أن يترك أي دليل على أبوَّته لهم، فاضطرَّت الأم - الأرملة على رفع قضية لدى المحكمة.
حصلَتْ آمنة على جوائز عديدة، منها جائزة حقوق الإنسان للدولة الفرنسية عام ٢٠٠٦، ونالت أيضاً جائزة خاصة من وزارة الخارجية الأميركية عام ٢٠١٠، إعترافاً بدورها في إحقاق الحق. وقد إختيرت من ضمن أهم مائة شخصية عالمية عام ٢٠١٠.
وتقول آمنة" لقد حصلتُ على جوائز تقديرية من دول الغرب ومن رؤساء دول كُثُر. أما على المستوى الوطني فلم أحصل بعد على أي تقدير للجهود التي أبذلها لصالح الفئات الأكثر تهميشاً والأكثر عُرضةً للإضطهاد."
إضطرَّتْ آمنة إلى تغيير إسمها الحقيقي من آمنة بنت أعل إلى آمنة بنت المختار، وذلك بسبب منعها من الحصول على ترخيص للرابطة التي أسستها، كون إسمها الحقيقي معروف عند رجال الأمن. وقد نجحت خطَّتها تلك، وحصلت على الترخيص. وفيما بعد أصبح الإسم الجديد أشهر من الإسم الحقيقي.
وتقول أمنة: "نضالي لن يتوقف وأنا ما زلت على قيد الحياة... أنا مستعدة لكل شيء... لقد رهَنْتُ حياتي في سبيل نضالي..."
الشهرة, الحياة, القانون, الفقر, الإعتداء, حقوق الإنسان
- عدد الزيارات: 2686