Skip to main content

هيلين كيلر... معجزة الإنسانية

هيلين كيلر... معجزة الإنسانية

لم تكن حياة هيلين سهلةً على الإطلاق... أُصيبتْ بمرضٍ خطير، "إلتهاب السحايا" أفقدها حاستي السمع والبصر... لكن...

عرفتْ حياة الظلام منذ نعومة أظافرها، حين فقدَتْ حاسَّتي السمع والبصر وبالتالي القُدْرَة على الكلام. 

وبدلاً من أن تكتب عن معاناتها مع الظلام الذي عاشته طيلة حياتها، كتبتْ كتاباً بعنوان، "أضواءٌ في ظلامي" وآخر بعنوان، "الخروج من الظلام".

وبدل أن تتشاءَمَ وتفقد الأمل كونها فاقدة للبصر وللسمع، كتبت كتاباً بعنوان "إيماني" وآخر يحمل عنوان "تفاؤل"...

وبدل أن تكره حياتها، كتبتْ كتاباً أطلقت عليه إسم "الحب والسلام"

وبدل أن تندب حظها كتبت كتاباً أَسمتْهُ "أغنية الجدار الحجري"...

إلى جانب كتبٍ أخرى: "قصة حياتي" و "العالم الذي أعيش فيه"...

إنها هيلين كيلر، والتي وُلِدتْ في ولاية ألاباما الأميركية، طفلة طبيعيَّة كسائر الأطفال. وقبل أن تبلغ هيلين عامها الثاني، أُصيبتْ بمرضٍ خطير، "إلتهاب السحايا" أفقدها حاستي السمع والبصر. وعندما أصبحت في سن السابعة، إستعان والداها بمعلِّمة هي "آن سليڤان" والتي عاشت حياة الظلام أيضاً، لكنها إستعادتْ نظرها وأبصرَتْ بعد سلسلة من العمليات الجراحية.

بَقِيَتْ آن إلى جانب تلميذتها هيلين مدة ٤٩ سنة، وكانت هي عينيها وأذنيها ولسانها حتى وفاتها. وهكذا واجهت هيلين الحياة مع مُربيتها، التي بدأتْ بتعليمها بطريقة فريدة ومميزة... ومنذ اللحظة الأولى بدأتْ بالتحدث إليها، كي تحثُّها على التحدُّث بالمقابل. كما أنها بدأت بوضع أصابع هيلين على الحروف البارزة كي تعلمها الأبجدية.

لم تكن حياة هيلين سهلةً على الإطلاق، إذ واجهت الكثير من الصعوبات في معرفة وفهم الكلمات، كما أنها لم تستطع التمييز بين الأسماء والأفعال، وِفقاً لِما قالته معلمتها... لكن المعلِّمة آن إستخدمت حاسة اللمس والحركة الإحتكاكية للأشياء من أجل التعرُّف عليها. وَرَوَتْ آن كيف بدأتْ هيلين تتعلم:

"كانت تقف معي في أحد الأيام بجوار مضخَّة المياه عند المدخل، بينما كان أحدهم يستخرج الماء ليملأ الدلو... فأمسَكْتُ بيد هيلين ووضعتها تحت الماء المُتدفِّق... وبينما كانت يدها تحت الماء، تَهَجَّيْتُ على يدها كلمة "ماء"... ونظرْتُ إلى عينيها، فوجدتهما تلمعان ببريق عجيب... لقد نَفَذَتْ الإشارة إلى أعماقها... وفجأةً إنحَنَتْ هيلين الصغيرة إلى الأرض ولمسَتْ الأرض بأصابع يدها... عندها تعلَّمتْ كلمة "أرض" بنفس الطريقة... وعندما أقبل المساء كانت هيلين قد تعلَّمتْ مئة كلمة...

وهكذا بدأت هيلين ترتقي سلَّم العلم درجة تلو الأخرى... وعندما بلغَتْ هيلين سن العاشرة، تعلَّمَتْ مع المكفوفين والصم، حيث إستطاعتْ أن تتعلَّم الكلام، وكيفيَّة نُطْق الأصوات. كل هذا والمعلمة آن إلى جانبها... وفي السنوات التالية إنخرطتْ هيلين في المدرسة، حيث كانت معلمتها تساعدها على القراءة بطريقة "برايل"، كما كانت تكتب على الآلة الكاتبة المصممة خصيصاً لفاقدي البصر.

الإنضمام إلى كلية "راد كليڤ" كان الحلم الأكبر بالنسبة إلى هيلين. وقد خضعَتَ لعدة إختبارات ورغم المعوِّقات والصعوبات، تكللت إختباراتها بالنجاح. وهذا دخلَتْ هيلين الكلية... لكنها واجهت العديد من التحديات، منها طباعة الكتب المدرسية بطريقة ال"برايل"، كما واجهت صعوبات في دراسة الهندسة والجبر في مادة الرياضيات. 

كل هذا لم يحُلْ دون حصولها على الشهادة الجامعيَّة بدرجة إمتياز.

وكانت أوَّل شخص على الإطلاق من المكفوفين يحصل على شهادة الليسانس.

كتبتْ هيلين ١٨ كتاباً، وقد تُرجِمَتْ كتبها إلى خمسين لغة.  وقد عاشت هيلين ٨٨ سنة وتوفيت عام ١٩٦٨.

من عباراتها الشهيرة:

"عندما يُغلَقُ باب السعادة، يُفْتَحُ آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلاً إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتِحَتْ لنا."

وعندما سُئِلَتْ هيلين عن الشيء الذي تتمنّى رؤيته أولاً، أجابتْ: "أريد أن أرى الناس الذين ساعدوني وشجَّعوني برحمتهم وصداقتهم."

النجاح, الصعوبات, التعلم, الظلام, السمع, البصر, الكتابة

  • عدد الزيارات: 3309