هدى عبد القادر
نموذجٌ نسائيٌ مصري مُشَرِّف... تَحَدَّتْ عقبات الإضطهاد الشرقي والغربي للمرأة... وقد تُوِّجَتْ ملكة على عرش "هندسة الآلات".
يبدو أنَّ "المركز الأوَّل" أصبح مرادفاً لإسم الدكتورة هدى عبد القادر الجمّال المعروفة بإسم "هدى المراغي" إذ كانت "أوَّل سيِّدة" في مجالات متعددة.
إنها أوَّل سيِّدة عربية تحصل على وسام الشرف من مقاطعة أنتاريو في كندا... وأوَّل سيِّدة تحصل على الدكتوراه في مجال الهندسة الميكانيكية بكندا... وأوَّل سيِّدة تصل لمنصب عميد في كلية الهندسة في كندا أيضاً. وهي أوَّل من أسَّس مركزاً بحثياً متخصصاً في الإنتاج وتكنولوجيا التصنيع الذكي في العالم.
وهي المرأة الوحيدة التي عُيِّنَتْ كعضوٍ في المجلس الإستشاري لوزير الدفاع الكندي لمدَّة خمس سنوات.
لم تكن حياة البروفسور "هدى" المصرية سهلةً في بلاد الإغتراب، سواء لكونها سيِّدة عربية على وجه العموم، أو لكونها إمرأة على نحو خاص. فقد ترشَّحَتْ إلى منصب عميد جامعة "ويندسور" الكندية، لكنها رُفِضَتْ في البداية لأنها إمرأة.
لكنَّ إدارة الجامعة قرَّرَتْ أن ترفض كل التقاليد وصرَّحَتْ أن: "ما دامتْ هذه السيدة تستحق أن تشغل هذا المنصب العلمي وهي الأحق به، فَلِمَ لا"؟
وهكذا تُوِّجَتْ "المراغي" عميدةً أولى في تاريخ كندا.
وتوالتْ أحلام وطموحات المراغي ولم تتوقَّف عند هذا الحد، وأصبح المستحيل سهلاً بعدما أثبتت جدارتها مراراً وتكراراً في مجالاتٍ عديدة.
أسَّسَتْ "هدى المراغي" مدينةً لِنُظُمِ التصنيع الآلي في جامعة "ويندسور" في ولاية ميشيغان الأميركية، وتحديداً في مدينة "ديترويت"، وهذه المدينة هي الأولى في العالم المتخصصة في صناعة السيارات، الأمر الذي جعل شركة "فورد" للسيارات تُعَيِّن "المراغي" مستشارةً هندسيةً لها للإستفادة من أبحاثها المتجددة في تكنولوجيا الإنسان الآلي. كما إستعانتْ بها شركة "كرايسلر" للسيارات في تحديث مصانعها.
وبفضل تلك المهارات والإبداعات تَمَّ ذِكْرُ إسمها في كتاب الأضواء الشمالية للمرأة الكندية المتميِّزة. وبذلك تكون "المراغي" المهندسة الوحيدة التي يتم ذكرها في كتاب كهذا.
لكن "المركز الأوَّل" لم يكن يعني لها سوى المزيد من العمل على تحقيق أحلامها العلمية.
ورغم سنوات الهجرة لم تنسَ "المراغي" وطنها الأم مصر. فهو باقٍ في ذاكرتها ووجدانها، وهي اليوم تبذل الجهد والطاقة في سبيل نقل أحلامها ونجاحاتها إلى ربوع الوطن. وقد قامت مؤخراً بزيارة مصر، وتوجهت لمستشفى السرطان في الأقصر، لكي تؤكِّدَ دعمها للمشاريع العلمية الشديدة الأهمية، ولكي تؤكد إستعدادها لتقديم خدماتها بشكلٍ مباشر إلى الشعب المصري وخاصةً إلى الشرائح الأكثر إحتياجاً.
هذا بالإضافة إلى دعمها للطلاب المصريين بشكلٍ خاص في الجامعة الكندية.
"هدى المراغي"... نموذجٌ نسائيٌ مصري مُشَرِّف... تَحَدَّتْ عقبات الإضطهاد الشرقي والغربي للمرأة...
وقد تُوِّجَتْ ملكة على عرش "هندسة الآلات". لكِ منا كل تقدير...
إمرأة, الإضطهاد, الطموح, الغربة, الغرب
- عدد الزيارات: 3296