Skip to main content

أمل هباني

أمل هباني

حاكمتها السلطات المحليَّة، ففازت بجائزة العفو الدوليَّة دفعَتْ ضريبتها إعتقالاً، وكادَتْ أن تدفع حياتها ثمناً في معركتها ضدَّ النظام...

كانت الهدف الأوَّل للأجهزة الأمنيَّة وتَنَقَّلَتْ ما بين السجون والمحاكم، ليصبح إسمها محفوظاً في محاضر الأجهزة الأمنية ومراكز الحجز.

إنها الصحافيَّة السودانية "أمل هباني" وإحدى الناشطات والمدافعات عن حقوق المرأة والطفل. 

فُصِلَتْ أمل من عملها بعد نشرها مقالها الصحفي الأوَّل بعنوان "الشغّالة وأنا"، حيث كانت تعمل في القطاع الخاص. 

لكن هذا لم يمنعها من نشر مقالاتها والتعبير عن آرائها، ومن كتابة عمودها في الصحف السودانية، بل كتبتْ بكل شجاعة عن حقوق المرأة والطفل، وتناولتْ أوضاع الطلاب المتردِّية في إحدى الجامعات، مما تسبَّبَ في ملاحقتها ومحاكمتها بالغرامة وبالسجن.

لم تكن هذه نهاية الطريق  بالنسبة لأمل هباني، لكن الإعتقالات توالت لأكثر من ٧ مرات... وفي إحدى المرات وفي يوم المرأة العالمي، تمَّ اعتقالها بسبب وقفةٍ سِلْميَّةٍ صامتة، إحتجاجاً على ما حدث لإحدى الناشطات، يومها تعرَّضتْ للتعذيب النفسي والحرمان من النوم مع معتقلات أخريات. 

خاضَتْ أمل معركتها ضدَّ النظام الذي يجلد النساء لارتدائهنَّ "البنطلون"، وقد اتُّهِمَتْ وحوكِمَتْ بتهمة "الزِّي الفاضح".

لذا أسستْ أمل مع ناشطات وصحفيات أخريات مبادرة "لا لقهر النساء" عام ٢٠٠٩، وقد قاتلت من خلالها ضد قوانين النظام العام، والعنف ضد النساء في سلوكهن الشخصي، وإنتهاك خصوصيتهنَّ ومحاكمتهنَّ لما يرتدين. كما إعتُقِلَتْ خلال وقفة سلميَّة تنادي بوقف الحرب، وقد تعرَّضَتْ للضرب والإهانة والمنع من السفر من قبل الشرطة.

أسستْ أمل صحيفة "أجراس الحرية" عام ٢٠٠٨، إلا أن السلطات عملت على إغلاقها عام ٢٠١١، وقد واجهتْ أمل إستهدافاً شديداً من تضييقٍ في فرصِ العمل والرقابة الأمنيَّة، ومراقبةٍ للهاتف، وإستلام رسائل تهديدٍ متكررة. 

فازتْ أمل هباني بجائزة "كانيتا ساقان" السنوية والتي تقدمها منظمة العفو الدولية، وهي تُمنَحُ للنساء اللواتي يتعرَّضنَ للمخاطر في سبيل الدفاع عن حقوقهنَّ. وبذلك تكون أمل مباني أوَّل إمرأة عربية تفوز بهذه الجائزة.

وعند إستلامها لهذه الجائزة، وقفت أمل وقالت للحاضرين:

" تَشَرَّفْتُ بنيل هذه الجائزة... هي أجمل وأفضل ما حصلتُ عليه... لقد كُنتُ مسار إحتفاء وترحيب من أحباء أعرفهم، ورفقاء لا أعرفهم من قبل... لقد أصرّوا على تكريمي، ليزداد همّي العام والخاص - بذلك العبء الكبير - كيف أواصل الطريق؟؟ ويزداد همي بالنظر إلى الواقع الذي يجب تغييره، خاصةً قضية النساء وواقعهم القاتم الذي يفوق تصوّرنا أو إدراكنا... أشعرُ بظلامٍ دامسٍ وطريقٍ مليءٍ بالحُفَرِ والصخور، لكن هنالك ضوءٌ يتلألأ ويضيء في نهاية الطريق..."

أمل هباني... مبروك التكريم... أنتِ أمَلُنا... وكُلُّنا أمل...

الهدف, العنف, الجائزة, النساء, النظام, الصحافيَّة السودانية

  • عدد الزيارات: 2732