كانيتا ملكة الجمال
فازَتْ... عادَتْ... لِتَنْحني أمام والدتها، مُرتديةً وشامها وتاجها المتألِّق وتُقَبِّلُ قدميها. لم تَخْجَلْ مَلِكَةُ الْجمالِ من تقبيل قدمي والدتها عامِلَة النظافة...
ربَّتْها والدتها من دون مساعدةٍ أحد... وكانَتْ تعمَلُ في جمع القمامة وإعادة تدويرها...
إنَّها التايلانديَّة "كانيتا فاسينغ" إبنة ال١٧ عاماً والتي فازَتْ بلقب ملكة الجمال عام ٢٠١٥، عادَتْ إلى مَسْقِطِ رأسها، لِتَنْحني أمام والدتها، مُرتديةً وشامها وتاجها المتألِّق وتُقَبِّلُ قدميها.
تلك الصورة المؤَثِّرَة التي التُقِطَتْ لها وهي على ركبتيها أمام قدمي والدتها، والتي نشَرَتْها صحيفة ال "دايلي ميل" أَسَرَتْ قلوبَ الكثيرين وَهَزَّتْ كيانهم.
لم تَلْتَحِقْ "كانيتا" بالدراسة الجامعيَّة بسبب الوضع المالي للأسرة، وَلَمْ تَخْجَل بأن تعترف قدّام الجميع من أنها كانتْ تساعد والدتها في جمع النفايات لكسب الرزق. وقد قَالَتْ في مقابلةٍ لها، أنها لم تشعر بالخزي مُطْلَقاً من مهنة والدتها، وأضافَتْ: " ألفضلُ فيما وَصَلْتُ إليه الآن يعود لوالدتي، فنحن نعمَلُ بشرفٍ لكسب الرزق، فَلِمَ الخَجَلُ إذاً؟"
هذا الفوز الذي لم تتوقَّعه "كانيتا" يوماً، منحها الفرصة لإيجاد عملٍ بمجال الإعلانات والتلفزيون، مما أعطاها الأمل في تحسين وضع أسرتها المادي.
لكن الوالدة... ورغم ما وصلَتْ إليه إبنتها، قرَّرَتْ مواصلة مهنتها كجامعة نفايات، وهي فخورة بالجهد الذي بَذَلَتْهُ من أجل إيصال إبنتها لتحقيق حلمها.
وهنا لا بد لنا من التذكير بأنَّ الركوع أمام أي شخص يُمَثِّلُ أعلى درجات التقدير والإحترام لدى الآسيويين.
لقد أَثْبَتَتْ هذه الملكة بأنها ليست "ملكة جمال الجسد" فقط، بل إنها ملكة جمال الروح والأخلاق والتواضع... وهي تُقَدِّرِ فَضْلَ أمِّها عليها، وتنحني أمامها إقراراً وعرفاناً بالجميل... وتعترف بأنَّ هاتين القدمين جعلتا منها "ملكة".
والكتاب المُقَدَّس يُعلِّمنا أن نُقَدِّر الوالدين ونسعى لإرضائهما.
"مَنَ سَبَّ أباه أو أُمَّهُ يَنْطَفِىءْ سِراجَهُ في حَدَقَةِ الظلام"
كما يَحُثُّنا الكتاب المقدَّس على العمل باجتهاد وعدم التكاسل فيقول:
"العامِلُ بِيَدٍ رَخْوَةٍ يَفْتَقِر. أما يَدُ المُجْتَهِدينَ فَتُغْني".
التقدير, الإحترام, الأسرة, كانيتا فاسينغ
- عدد الزيارات: 2505