Skip to main content

إلى برلين سباحة

إلى برلين سباحة

العناية الإلهيَّة تتدخَّل لتوصل شقيقتين سوريتين إلى برلين سباحة!! سارة ويُسرى مارديني ٢٠ و ١٧ عاماً كانتا من ألمع نجوم السباحة في سوريا.

وقد حاولتا بأقصى جهدهما أن تصلا إلى برلين التي أصبحت ملاذاً آمِناً للذين ذاقوا أهوال الحرب السورية.

وكانت يسرى ١٧ عاماً قد مَثَّلَتْ بلدها في بطولة العالم في السباحة للمسافات القصيرة. وتقول سارة أنَّ الصراع في بلدها، دفع بالعائلة إلى التفكير بالفرار بحثاً عن مستقبل يضمن لهم الأمان، ويسمح للفتاتين بإكمال مسيرتهنَّ في ممارسة الرياضة. لم يكن أمام الأختان طريقاً للهروب إلا عن طريق البحر، حيث قفزت الأختان إلى قارب مطاطي يتَّسع لعشرين شخصاً فقط، بعد أن دفعتا المال للمهرِّبين من أجل نقلهما إلى اليونان... 

لكنَّ العملية الأولى باءت بالفشل حيث تمَّ إكتشاف العملية من قبل خفر السواحل التركية. أما المحاولة الثانية فكادت أن تفشل، ولكن هذه المرَّة بخسائر بشرية، عندما بدأت المياه تضرب القارب فراح يتمايل وسط المياه وهو يحمل اللاجئين الذين يجهل معظمهم السباحة... 

ولكي يبقى القارب طافياً على وجه المياه كان لا بد من تفريغ بعضٍ من حمولته... فما كان من سارة ويُسرى إلا أن قامتا بالقفز إلى وسط المياه مع ثلاثة آخرين كانوا أيضاً من أفضل السباحين...

كان القارب لا يزال بعيداً عن الشاطيء، إلا أنَّ السباحين خاطروا بحياتهم، وتمسَّكوا بالحبال التي تتدلّى من جوانب القارب، وظلّوا على هذه الحال لأكثر من ٣ ساعات إلى أن وصلوا إلى شاطىء في جزيرة لسبوس اليونانية. بعدها توجهت الأختان في رحلة برية طويلة إلى النمسا ومن هناك إلى ألمانيا.

بعد فترةٍ وجيزة من وصولهما إلى برلين، قامت جمعية خيرية بإدخالهما إلى نادي سباحة قريب من مخيم للاجئين السوريين...

ويشير المدرِّب الذي يشرف على تدريبهما، إن الفتاتين تحرزان تقدماً مدهشاً.

يسرى التي تتخصَّص في سباحة الفراشة، لديها طموحات كبيرة، وقد صرَّحَتْ بقولها:

"أريد أن أتعلَّم الألمانية وأعود إلى مقاعد الدراسة...

أريد أن أكون قائدة طائرة...

وأريد أن أصل إلى الألعاب الأولمبية في رياضة السباحة..."

أما سارة فإنها تكافح من أجل جلب بقية أفراد الأسرة إلى ألمانيا...

أيتها الأختان الجبارتان، لستما فقط متميزات بالسباحة أما تميزكن الحقيقي هو بالشجاعة، بالشخصية الرائعة، بالتضحية، بالعمل للآخرين...

لقد أظهرتما الروح الرياضيَّة المثالية، حين فضَّلتما القفز لتخاطروا بحياتهكن وتتمسَّكوا بالحبال، لتكونوا أنتن حبال النجاة للآخرين...

مبروك لمن يتبناكن ليجعل منكن بطلات... ولتحققن أحلامكن... ويا رب العالمين يجعل أيامكم نجاح وفرح ودعاءنا لله أن يجمع هذه العائلة الرائعة مرة أخرى ويعطيكم سلام القلب... وكل عطاياه الحسنة.

المستقبل, العائلة, السباحة, نجاح, سارة مارديني

  • عدد الزيارات: 3279