أُمٌّ خمسينيَّة تُحَصِّلُ شهادة الماجستير

بعد انقطاع دام ٢٦ سنة، أُمٌّ تنال شهادة الماستر بامتياز وسط إعتزاز أفراد عائلتها بهذا الإنجاز العِلميّ، ووسط تقدير أساتذتها

وزملائها في الدراسة، حازتْ سيِّدة في الخمسين من عمرها على شهادة الماسترز في الأدب العربي بدرجة إمتياز. 

وُلدَتْ "بحريَّة عبد رَبّه بوارجة" في ١٢ نوفمبر عام ١٩٦٥ "بأمِّ الطيور" في ولاية الوادي في الجزائر. وإنقطعتْ عن الدراسة لمدَّة دامتْ أكثر من ٢٦ سنة، لكنَّ الحنين إلى الدراسة شدَّها عندما وصلتْ إلى سنِّ الخامسة والأربعين. 

ففي عام ٢٠١٠ حصلَتْ "بحريَّة" على شهادة البكالوريا، وكانتْ وقتها أُمٌّ لخمسة أولاد. ومن دون شك فإنَّ الإرادة القويَّة والعزيمة الأقوى دفعاها لمتابعة دراستها والحصول على شهادة الماستر بعد ٥ سنوات من الإجتهاد والكدِّ. 

ومن الجدير ذكره هنا، أنَّ هذه الأم شجَّعت أيضاً أولادها على الدراسة، وقد ساهمتْ فعليّاً في نجاحهم ونيلهم الشهادات العالية. فابنها الأكبر "صابر" حصل على شهادة الهندسة المعماريَّة، وابنتها "نادية" نالتْ شهادتي ماستر في تخصص الإعلام والإتصال، وهي كانتْ متفوِّقة في دراستها. أما ابنها "إدريس" فهو ما زال يدرس إختصاص "الإعلام الآلي"، فيما إبنتها "عطرة" تدرس في معهد الطبّ. أما إبنتها "نعمة" فما زالتْ في السنة المتوسطة الرابعة، وإبنتها الصغرى "هاجر" هي في الصفوف الإبتدائية. 

وتقول إبنتها "نادية" عن والدتها: "لقد تفوَّقَتْ والدتي في مسيرتها الجامعيَّة رغم إبتعادها ٢٦ سنة عن الدراسة"... وتتابع: "لقد تنافَسْتُ معها، إذ أننا حصلنا على شهادة الماستر في السنة نفسها (٢٠١٥)، رغم أنَّ إختصاصنا كان مختلفاً في الجامعة..."

وتقول أيضاً: "لقد كانت فرحتي كبيرة عندما حصلَتْ والدتي على معدل ٢٠/١٦ بتقدير جيِّد جداً، ما جعلها قدوة مهمة لطلاب اليوم، ومثلاً يُحتذى في الجد والطموح... وهي مثالٌ صالحٌ في الصمود والنجاح وتجديد العزيمة، للطلاب القدامى الذين يرغبون في العودة إلى الدراسة لكي يبرهنوا كفاءتهم العلمية في دراستهم الجامعية..."

"لقد كانت فرحتنا بوالدتي ٤ فرحات، إذ أنَّ ثلاثة من إخوتي نالوا الشهادة في نفس العام، بالإضافة إلى أمي..."

هنيئاً لكِ سيِّدة "بحريَّة" بهذه العائلة المتقوِّقة... وهنيئاً لهم بكِ... فالأُمُّ المتفوِّقة تُنجِبُ أبناءً متفوِّقين!!!