كائن هابط من الفضاء
تقول "أم محمد" أن فكرة عملي قوبلت بنظرات إستغراب ودهشة من جانب المواطنين والجيران في البداية، ولكن عددا كبيرا منهم أعجب بي، قائله "وإعتبروني كأني كائن فضائي نازل من السماء".
داخل منزل بسيط لا يتعدى الغرفتين، غاب عنه رب الأسرة وضاقت ظروف الحياة، فقل الدخل ومستلزمات البيت، تعيش صباح "أم محمد"، مع أبنائها الأربعة وأمها الكفيفة، وأصبحت هي المسؤول الأول والأخير بعد رحيل زوجها منذ أربعة أعوام على معاش لا يتعدى الـ 350 جنيها.
هبت هذه المرأة لتضرب للجميع أكبر مثل بأن المرأة لديها طاقات خيالية تتحدى كل ظروف الحياة.
هي إمرأة أرادت الحياة، فقررت أن تعمل كأم، وأب، ورب أسرة، حتى لو كان العمل في مهن يصعب على الرجال أنفسهم القيام به. دفعها خوفها على أبنائها الأربعة ووالدتها الكفيفة إلى إقتحام العمل كسائقة "توك توك" فرغم أنها سيدة وإنها تجاوزت الـ 38 عامًا، لم تنس دورها كأم لأربعة أبناء أكبرهم 15 عامًا وأصغرهم 3 سنوات...
فهي رجل في عملها
وأم لأبنائها في بيتها.
وكما يقول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد للغيم أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
وكما يقول سفر الأمثال 31 "اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللَّآلِئَ. بِهَا يَثِقُ قَلْبُ زَوْجِهَا فَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى غَنِيمَةٍ. تَصْنَعُ لَهُ خَيْراً لاَ شَرّاً كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهَا. تَطْلُبُ صُوفاً وَكَتَّاناً وَتَشْتَغِلُ بِيَدَيْنِ رَاضِيَتَيْنِ. هِيَ كَسُفُنِ التَّاجِرِ. تَجْلِبُ طَعَامَهَا مِنْ بَعِيدٍ"
نقلا عن جريدة فيتو
المرأة, الحياة, العمل, المساواة, الرجل, الأسرة, التميز
- عدد الزيارات: 2946