أغلبي الشرَّ... بالخير!

أنت أيضا متميزة!! حين نتلقّى الإساءة من أحدهم، فإننا نجد صعوبة في إيجاد سبب لكي نكون لطفاء مع من أساء إلينا... وقد تكون الإساءة شفهيَّة... أو معنويَّة...

أو حتى جسديَّة، وثؤثِّر علينا بشكلٍ كبير وتسبب لنا الإحراج والجراح العميقة. وفي معظم الأحيان، نحن ننتظر الفرصة المناسبة لكي نرد الصاع صاعين، وتقابل الإساءة بإساءة أقصى... 

لكن هل هذا هو الصواب، وهل نحن نطبِّق شريعة العين بالعين والسِّن بالسِّن؟ 

إنَّ ما يصدر عنا من خشونة في التصرف، وفظاعة في الإنتقام، هو أمرٌ لا يُشعِرنا إلّا بالأسوأ، ...لا بل إنه يسبب الكثير من المشاكل. 

ومهما كانت حالتكِ مؤلمة وجراحكِ عميقة، فمن المهم جداً أن تُظهري حسن التصرّف واللطف تجاه الآخرين. وكما قال الكاتب هنري جايمس مرةً: "هناك ثلاثة أشياء مهمة في حياة الإنسان: ألأولى أن تكون لطيفاً؛ والثانية أن تكون لطيفاً؛ والثالثة أن تكون لطيفاً."

أن تكوني لطيفة تجاه من أساء إليكِ، هو برهان صارخ، يؤكِّد كم أنتِ إنسانة رائعة وذكيّة، تتمتعين بالقوَّة وتسيطرين على مشاعركِ وأعصابكِ. 

ومن المؤكد أنكِ تستطيعين الردّ على الإساءة بقوة وبلا رحمة، تماماً مثلما فعل من أساء إليكِ. لكن هذا سيزيد الحالة سوءاً. إنَّ الموقف الناعم والطري سوف يُقلِّل من نسبة حقدكِ وكراهيَّتكِ لهم. أما أن تكوني فظَّة وعنيفة، فإنَّ هذا سيجعلكِ  تشعرين بالذنب والإنحناء فيما بعد. تغلَّبي على مشاعركِ، وإبتسمي... ومن المؤكَّد أنكِ ستشعرين بالراحة في داخلكِ، وستقتنعين أنكِ أفضل ممن أساء إليكِ بكثير. فهذه الإبتسامة هي سهمٌ يصيبهم في الصميم، وتجعلهم يعيدون النظر في تصرفاتهم، وقد يندمون على فعلتهم ويقدمون لكِ الإعتذار. أو على الأقلّ سوف يتغيَّر سلوكهم الخشن تجاهكِ. 

عندما يسيء إليكِ أحد أمام أشخاصٍ آخرين، فإنَّ اللطف الذي تظهرينه لا يظهر ضعفكِ أو عجزكِ. بل إنه يؤكد لهؤلاء الأشخاص شخصيتكِ المُحتَرَمة، وسيقدمون لكٍ الكرامة والإعتبار والتقدير أكثر من ذي قبل. 

إنَّ اللطف الذي يقابل الإساءة هو مزيج من المهارة والفن. إنه مهمَّة صعبة لا يستطيع تحقيقها إلا القليلون... وقد يظن البعض أنها مظهر من مظاهر الضعف والعجز؛...

لكن العكس صحيح... إنها الطريقة الأفضل للإنتصار.  

هل سمعتم بهذه الكلمات:

إنْ جاعَ عدوّك فأطعِمهُ...

وَإِنْ عطِشَ فأسقِهِ.

لأنّكَ إنْ فَعَلْتَ هذا... تجمعُ جمرَ نارٍ على رأسِهِ.

لا يغْلِبَنَّكَ الشرّ

بل

إغلِبْ الشرَّ... بالخير".