Skip to main content

الحزن المبدع

الحزن المبدع

كيف نستقي من نبع الحزن حكمة؟ "عالمين أن الضيق ينشيء صبرًا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يُخزي لأن محبة الله قد إنسكبت في قلوبنا"

الحزن هو عكس الفرح. هو حالة من الهمّ والغـمّ والكآبـة، وجميعنا نتجرع كأس الحزن ومرارة الألم في حياتنا نتيجة موت عزيز أو فراق حبيب أو بسبب الظلم والإساءة والرفض والفشل و و و وتعددت الأسباب والحزن واحد...

قد يملأنا الحزن بالألم والقسـوة والسـخرية أو قد يملأنا بالقوة والمحبة والإحساس بالآخرين. وقد تتداخل هذه المشاعر فلا نستطيع أن نمـيز بينها...

لكن المهم ألا ننغلق على ذواتنا ونبقى أسرى الحزن والألم والضيق. القرار يعود لنا، إذ نحن من يسمح للحزن أن يصبح لنا سجن لنا وجرح مزمن أو قوة ودافع نستثمره لخيرنا وخير الآخرين من حولنا. علينا أن نتعلم كيف نسـتقي من نبع الحزن حــكمة...

يقول الكتاب المقدس: "نفتخر أيضًا في الضيقات عالمين أن الضيق ينشيء صبرًا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يُخزي لأن محبة الله قد إنسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" رومية 5 : 3و4

أحيانا كثيرة ينبثق من عمق الحزن والألم أنوار ساطعة... فدعونا لا ننظر إلى الحزن والألم والضيق على أنه نهاية المطاف، بل على العكس قد يكون بداية جديدة ومفيدة لنا وللآخرين، لو عـلمنا كيف نستثمره ونظل نحب الحياة مهما ضنت علينا...  

وهذا ما حصل مع جوني إركسون... فتاة في عمر الـ 17 سنة أصيبت بشلل رباعي نتيجة إرتطام رأسها بحجر عندما قفزت في البحر لتسبح. قصة هذه الفتاة نادرة من نوعها أنها قصة صراع مرير مع الألم والحزن، لقد تغيرت حياتها في ثوانٍ قليلة من النشاط والحيوية إلى العجز التام ... وخلال الفترة الطويلة التي أمضتها في المستشفى للعلاج كانت والدتها تمضي ساعات وهي تمسك لها الكتاب المقدس لتقرأ وذات مرة قرأت الآية التي تقول: "إحسبوه كل فرح يا إخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة عالمين أن إمتحان إيمانكم ينشىء صبرا" فتحدّت جوني الإعاقة والألم ولم تستسلم لليأس والفشل بل سـلمت حياتها لله وإرتضت بمشيئته وقررت أن تستخدم العضو الوحيد السليم في جسدها ألا وهو رأسها... فأمسكت القلم بأسنانها وقامت برسم لوحات من روائع الفن العالمي كذلك قامت بتأليف العديد من الكتب التي كانت سبب تعزية وتشجيع للمعاقين والمتعافين على السواء...

وهكذا إستطاعت جوني أن تستثمر الآلم والحزن في حياتها لمجد الله وفائدة الكثيرين وهي لا تزال حتى اليوم تشجع وتعزي الملايين عبر الإذاعة والتلفزيون. وأنا شخصيا تأثرت وتعلمت الكثير من كتاباتها وإختباراتها...

فليتنا جميعا نتعلم كيف نتغلب وننتصر على الآلم والحزن والضيق ولا نستسلم، بل نُسـلّم لله القادر أن يجعل كل الأشياء تعمل معاً للـخير...

الحياة, الحب, الحزن, الضيقات, الألم

  • عدد الزيارات: 3695