تأثير البحر على الإنسان
التّأثير السّاحر للبحر على دماغ الإنسان!! "العقل الأزرق" قام أحد العلماء بدارسة أثبت من خلالها تأثير تواجد البحر قرب الإنسان... وبخاصّة على دماغ الإنسان...
بالتّأكيد... هناك تأثير سحريّ يتركه البحر في الإنسان...
تخيّلي معي...
تكسّر لا متناهي لأمواج لا تكلّ ولا تعيا... على إمتداد الشّاطىء الذّهبيّ... وصفحة من مياه زرقاء ممتدّة حتّى نهاية الأفق... صحفة برّاقة... تتلألأ تحت نور الصّباح... وأكثر! مسبح، هادىء عند قدمي شلاّل... أو نهر يمرّ بين الصّخور في طريقه إلى البحر... هذه روائع الطّبيعة... يمكن تسميتها "مهدّئات للأعصاب" أو "مسكّنات للألم"...
نعلم بالغريزة... أنّه من الصّحيّ أن نوجد قرب أجسام المياه في الطّبيعة... إنّما الآن، فقد أثبت العلم بأنّ البحار والمحيطات هي بحدّ ذاتها إلهام للفكر المبدع، كما أنّها تخفّف من الإحباط وتعزّز التّعاطف مع الآخرين بالفكر...
كشف "واليس نيكولز"، الباحث العلمي وعالم الأحياء البحريّة، في كتابه الأخير: العقل الأزرق – العلم المفاجىء الّذي يبرهن بأنّ التّواجد بالقرب، في، على أو تحت الماء يجعلك سعيدًا، أكثر صحّة، أكثر تواصلاً، وأفضل في العمل الّذي تقوم به.
لقد كتب: "لدينا عقلاً أزرقًا – وهو مفبركًا بطريقة مثاليّة كي يجعلنا نشعر بالسّعادة من خلال طرق متعدّدة، وهذه الطّرق تتخطّى مجرّد الرّاحة والإسترخاء عند مشاهدة السّطح الأزرق، أو الإستماع إلى تكسّر الأمواج على الشّاطىء، أو حتّى العوم بهدوء في المسبح...
و"العقل الأزرق" يعرّف بأنّه حالة سلسة من التّأمّل، تتميّز بإحساس فرح كامل، هادىء، السّلام، الإتّحاد، والإكتفاء بالحياة في تلك اللّحظة. وهذا الشّعور هو نتيجة إلهام المياه والعناصر المتعلّقة بها، من اللّون الأزرق... وصولاّ إلى الكلمات الّتي نستعملها كي نصف الأحاسيس المترافقة مع هذا الإنغمار.
فنحن نختبر هذه الحالة عند جلوسنا قرب مسطّحات المياه وتأمّلنا بمداها... فتمنحنا حالة يقظة... فيها يكون الدّماغ مسترخيًا إنّما في حالة تركيز...
وفي إحدى مقابلاته، يشرح نيكولز، بأنّ المياه تحمل فوائد عديدة، فكريّة، عاطفيّة، نفسيّة وإجتماعيّة... فالطّبيعة هي بحدّ ذاتها علاج - نزهة على الشّاطىء... دورة تزلّج على المياه... جولة في الغابة... بإمكانها أن تمنحنا الشّفاء... فتصلح ما تكسّر في داخلنا... والطّبيعة تخفّف من شدّة ضغوطاتنا... كما تحفّز فينا الإبداع... وتقرّب ما بيننا...
يضيف أيضًا.. أنّ بعضنا يشعر بخوف حين نخطو من الشّاطىء إلى المياه... وهذا الشّعور يوجّه نظرتنا من "أنا" إلى "نحن"... والخوف والدّهشة والعاطفة هي مشاعر تتزايد في داخلنا عند وجودنا قرب المياه... ما يعزّز شعور التّواصل مع الآخرين...
ولا عجب أيضًا بأنّ التّواجد قرب المياه هو خيار طبيعي (لدى العديد) لإقامة أحداث مهمّة وذات طابع خاص في حياتهم، كالإحتفالات والمراسم... ولا عجب أيضًا بأنّ الكثيرون يحلمون بالتّقاعد من عملهم والسّكن قرب البحر أو أيّ جسم مائيّ...
أجريت عدّة دراسات في بلدان مختلفة... وقد كانت نتيجتها متشابهة... وهي أنّ إمكانيّة قضاء أوقات قرب المياه هو عنصر أساسسي يمنح صحّة جسديّة وعقليّة جيّدة للإنسان ويقلّل من الضّغط النّفسي لديه...
كثيرًا ما يقصد الإنسان الأماكن حيث توجد أجسام مائيّة للإستجمام... لأنّه يعلم وبالفطرة طبعًا بأنّ هذه الأماكن تحمل في معناها ووجودها شيئًا مميّزًا... قبلاً لم نكن نعلم... إنّما الآن، أثبت العلم بأن هذه الأماكن هي بحدّ ذاتها علاج...
يمكنكم متابعة ما قاله واليس نيكولز على الرّابط التّالي https://www.youtube.com/watch?v=3V7g4kaMwhU
السعادة, مسكّن للألم, الطبيعة, التأمل , تأثير البحر, المهدئات
- عدد الزيارات: 6153