أنتِ لا تضعين الماكياج... إذن أنتِ هكذا
السيِّدة التي لا تضع الماكياج ولا تهتم بإخفاء ما هو حقيقي، هي وحدها تتفَهَّم ما سنقوله...
نحن في زمنٍ تحتفل فيه وسائل الإعلام بالجمال الخارجي وتُرَوِّج له. وهي تُبقي مجتمعنا في شغفٍ مستمر نحو الموضة، وتعرض له صوراً مُزيَّفة لأشخاصٍ مُلَثَّمين بالماكياج، في محاولةٍ لإخفاء حقيقة شكلهم أو حتى حياتهم.
لكن أين نحن من الثقة بالنفس، اللطف والصلاح؟ هذه الأشياء التي لا يستطيع الإنسان أن يخفيها وراء الماكياج، وهي التي تتقوَّق بأهميتها على الشكل الخارجي بما لا يقاس.
والسيِّدة التي لا تضع الماكياج ولا تهتم بإخفاء ما هو حقيقي، هي وحدها تتفَهَّم ما سنقوله الآن:
١- إنها تُقَدِّر نفسها لما هي عليه
فهي واقعيَّة وصادقة مع نفسها إلى حدٍّ كبير. ولا تَقلَقُ لكي تُظهِرَ نفسها كإحدى العارضات. إنها مرتاحة كونها تمتَّع بالمظهر الطبيعي والحقيقي.
٢- إنها تُوَفِّر الوقت
إنَّ وضع الماكياج لكي تبدو بمظهرٍ إستثنائي بتطلَّب وقتاً. وهي مُقتنِعَة بأنها تستطيع أن تُنفِقَ وقتها بِشَيْءٍ يستحق الجهد، ربما قراءة كتاب مُشَوِّق أو ما شابه.
٣- هي لا تريد أن ترضي أحداً
فهي تتفهَّم أنَّ أذواق الناس تختلف، وهي لا تريد أن تضبط معاييرها لكي ترضي أذواق الناس وتبدو مُصْطَنَعة. وهي في الواقع تحقِّق قيمتها الذاتيَّة من خلال مظهرها الجذاب والأنيق هذا في الدرجة الأولى.
٤- بإمكانها أن تُوَفِّرَ المال
لِنكُن واقعيين مع أنفسنا. فمساحيق التجميل باهظة الثمن، كما أنها ليستْ الضمانة الأكيدة في إثبات الجمال.
والسيدة التي لا تستعمل هذه المساحيق تستطيع أن توفِّر المال والوقت وتستثمرهما في مكانٍ آخر يستحق الثناء.
٥- إنها تصبح أكثر جاذبية في نواحي أخرى
في الظاهر -ربما- قد ينجذب الناس إلى المظهر الخارجي. لكن هذا لن يدوم طويلاً. أما الذي يبقى ويدوم فهي الصفات الظاهرة، مثل اللطف والدفء والمَوَدَّة. هذه الصفات المذهلة لا تحتاج لأن تُجَمَّلَ بالماكياج، لكنها تصبح برّاقةً بفضل التقدير الذي يقدمه لها العالم الذي حولها.
٦- تستطيع أن تبني علاقات مكتفية
فالأنثى التي لا تضع الماكياج تستطيع أن تسترعي الإنتباه كونها على طبيعتها. ومن ينجذب لهذه الأنثى يكون مهتماً بما هو أعمق من الماكياج، ومرتاحاً إلى المظهر الخارجي ككل. والعلاقة التي تُبنى على هذا الأساس تدوم، إذ أنها لم تُبنى بناءً على مظهرٍ معينٍ يتغير حسب الأوقات والظروف، ولا على أساسٍ أنانيٍ، إنها بُنِيَتْ لكي تدوم.
٧- لديها ثقةٌ بالنفس
هذه المرأة تحصل على التقدير لِما تتمتَّع به داخلياً وليس لِما تستعمله من أجل تحسين مظهرها الخارجي، عِلماً أنَّ عقدة النفس ليستْ موجودةٌ لديها. لقد تكيَّفَتْ فعلاً مع هذا الأمر، وهي واثقة مما يُعرَضُ على العالم الخارجي.
٨- تستطيع أن تتأقلم مع تَغيُّرات الحياة
سواء أحببنا أم لم نحب، فإننا جميعاً سوف نكون ضحايا الوقت والسن يوماً ما. والسيدة التي لا تضع الماكياج، ترفض الهروب من هذه الحقيقة. وهي في هذا تتأقلم مع تغيرات الحياة وعدم استقرارها.
٩- إنها تُحَدِّدُ سعادتها الخاصة
هي تعرف ما معنى السعادة، وبإمكانها أن تنتسب إلى البساطة في الحياة، بدلاً من التكلُّف والإسراف في الكماليات، والجري وراء التفاصيل التي لا تجدي نفعاً. إنها ليستْ مُجبَرَة على تغطية أي شيء، بل تقدِّم إبتسامتها المشرقة فقط وهذا يكفي.
١٠- لا تَقْلَقْ بشأن تلف الجلد
ليس على هذه السيدة أن تقلق بسبب الحساسية المفرطة والأضرار التي قد تسببها أدوات التجميل، التي ربما تنعكس سلباً على الوجه على مرِّ السنين.
١١- ليس عليها أن تنتسب إلى أحد
هذه السيدة تفكر بإستقلالية تامة. وهي لا تسمح بأن تكون ضحِيَّةً لِما تُشِيعه وسائل الإعلام، خصوصاً عند إطلاق عباراتٍ كهذه: "لا تكتمل أنوثتك إلا عند إستعمالكِ هذا المُستحضر..." وهي لديها القناعة التامة بأنها مُكتمِلة من دونه.
١٢- لديها جاذبيٌة خاصة تسمح للناس بالتقرُّب منها
ولأنها دأبَتْ على التركيز من أجل بناء جوانب أخرى أكثر من التركيز على الجانب التجميلي، فإن الناس هم أكثر إهتماماً للتعرف على تلك الجوانب الأخرى، وهم يصغون إليها من أجل إكتشاف المزيد من جمال تلك القوَّة الداخلية الدفينة.
وفي النهاية نقول، نحن لسنا ضد إستخدام أدوات التجميل أو الماكياج، ولا نضعها أيضاً في خانة الممنوعات!! وإن إستخدامها من وقتٍ إلى آخر وفي المناسبات ولأسباب تخفيف العيوب أمرٌ جيِّدٌ... لكننا ننصح في عدم الإفراط في إستخدامها والإدمان عليها.
ليسَ الجمالُ بأثوابٍ تُزَيِّنُنا إنَّ الجمالَ جمالُ العِلْمِ والأدَبِ
السعادة, المال, اللطف, الوقت, الجلد, الصلاح, الماكياج
- عدد الزيارات: 16545