Skip to main content

أزمة الهويَّة

كثيرٌ من الناس يعانون من أزمةً تُسمَّى أزمةُ الهوِّيَّة... من أنا؟ ولماذا أنا هنا؟ إلى ما هنالك من أسئلةٍ مماثلةٍ تُطرَحُ على مدارِ الساعة...

كثيرٌ من الناس يعانون من أزمةً تُسمَّى أزمةُ الهوِّيَّة... 

من أنا؟

ولماذا أنا هنا؟

إلى ما هنالك من أسئلةٍ مماثلةٍ تُطرَحُ على مدارِ الساعة...

وفيما يتواجدُ كثيرون منّا في أمكنةِ العبادةِ لكي يُقدِّموا السجود لله الخالق في "يوم العبادة"، فإنَّ مُعظمنا يُوجِّه الشتائم لكل ما يتعلَّقُ بعمله خلال الأسبوع المُتَبقّي... كما أن مُعظمنا يخفي بين ضلوعه إستياءً لِما أوجدنا الله من أجل إتمامه.

فنجدُ قصيروا القامة مستاؤون من قِصر قامتهم ويريدون أن يكونوا طوال القامة؛

والذين يتمتعون بطول القامة نراهم يتذمّرون على هذا ويتمنون لو أن الله خلقهم بقامة أقلُّ طولاً.

كما أننا نرى المفكرين يرغبون في سرِّهم أن يكونوا رياضيين أقوياء؛ 

كذلك المهندس فإنه يتمنى أن يكون موسيقياً!!!

والذي يتمتع بشخصيةٍ جدِّيةٍ يتمنى ولو لمرَّةٍ واحدةٍ فقط أن يكون المحور المحرِّك للحياة الصاخبة...

إلى ما هنالك من تمنياتٍ إن رغبتِ في الإستماع إلى ما يتمناه الذين من حولكِ من أفراد العائلة والأصدقاء وفي المحيط الذي تتواجدين فيه...

والحقيقة أنَّ ما نتمناه نحن في سرِّنا ربما... أن نكون... آلهة!!!

وقد نُصنِّفُ أنفسنا في هذا المقام أو المقام الذي نودُّ أن نكون فيه. أليس هذا صحيحاً؟

على الأقل هذا ما أفكر به أنا عن نفسي!!!

فماذا عنكِ أنتِ؟

إن كان الله قد خلقنا، فلا بدّ أننا خاصته...

ودعيني أؤكد لكِ شيئاً واحداً: أنتِ لم تُخلقي بالصدفة، لقد خُلقتِ على نحوٍ "مُذهلٍ ورائع"!!

إن كل جزءٍ من نسيجكِ الإنساني قد صيغَ بدقةٍ متناهية لإتمام السبب الذي أُوجدتِ من أجله... إن من ناحية لون عينيكِ أو الشكل الذي إتّخذه جسدكِ، أو من ناحية مواهبكِ العقليَّة والجسدية، أو شعركِ، حتى صوتكِ وشخصيتكِ وصولاً إلى لون بشرتكِ، إلى آخره...

لكن... بالحقيقة فإننا نحيا وكأننا ملكٌ لأنفسنا، بينما نحن ملكٌ للخالق الذي خلقنا. 

حسناً، إنه من المُفترض أن تكون هذه جميعها ملكاً له لكي يستطيع أن يستخدمها كما يشاء... والحقيقة أننا أنتِ وأنا لم يكن القصد من وجودنا على هذه الأرض لكي نحيا لمجد ذواتها وتحقق نجاحاتنا... بل المقصود هو أن نحيا لمجد من أوجدنا... يا للروعة... إن حياتي بكاملها هي جزءٌ مما يحلم به هذا الخالق!!!

لذا... فإن الهوية الحقيقية متأصِّلة في عبادة الله كالخالق العظيم. 

ولكي تدركي وتتذوقي معنى هذه الهوية التي لن تخذلكِ عندما تهب عليكِ عواصف الحياة القادمة حتماً، لا بد لكِ من أن تعودي إلى نقطة البداية وتنطلقي...

القامة, الخالق, السجود, الشتائم, الأسبوع, المفكرين, الرياضيين, المهندس, أزمة الهويَّة, Identity Crisis

  • عدد الزيارات: 2783