العالم المنظور وغير المنظور

(العالم المنظور هو هذا العالم الذي نعيش فيه أما العالم الغير منظور فهو عالم ملكوت الله وليس عالم الأرواح)

(العالم المنظور هو هذا العالم الذي نعيش فيه أما العالم الغير منظور فهو عالم ملكوت الله وليس عالم الأرواح)

إذا قارنا بين العالمين نجد أن العالم المنظور يدور حول الإنسان ومتطلباته الجسدية؛ العمل من أجل تأمين الطعام والِلباس والسيارات و التعلَيم والسـفر والتمتع بأحدث التقنيات، من هاتف وتلفزيون وكومبيوتر وممارسة الرياضة لجسم أفضل والخضوع لعمليات التجميل من زرع شعر إلى شـد الوجه وغيرها لإخـفاء معالم الشيخوخة.

العالم المنظور يقدّر المظاهر، الجمال، الغنى، المركز والكفاءة.

مجلاّت متنوعة في أيامنا تعرض هذه الامور وتنصح بعمل هذه أو تلك للوصول إلى هذه الغايات.

ومن الغريب أنه عندما تـدق ساعة الرحيل عن هذا العالم المنظور لا تعود لهذه الأشياء أهمية، فإنكِ لن تُذكَري سيدتي بما كان لديكِ من أشياء، فالعائلة والأصحاب لن يمدحوا شكلكِ أو حسابك المصرفي أو ممتلكاتك ولكنهم سيتكلمون عن صفات عُرفتِ بها كالمحبة واللطف والتواضع والكرم وغيرها والتي هي قيم العالم غـير المنظور، حتى من الممكن أن يضخموا الحقيقة لكي يعلنوا أهمية هذه القيم.

هل يهمك العالم غـير المنظور؟

فالعالم غير المنظور يهتم بالروح ويسعى إلى رفعها وتهذيبها، محبة الله والقريب.... وحتى الأعداء، مسامحة الآخرين، قبول الآخرين بدون تمييز بين لون أو عرق أو جنس أو ديانة، التواضع....

والعالم الغير منظور يحثنا على أن نتحنن على الناس، نسـدد الإحتياجات بقدر استطاعتنا،

العالم غـير المنظور يضع الأمور في نصابها الصحيح.... فلا لمحبة المال والتسّـلط وحـب الظهور. ويرفع الإنسان من المستوى الجسدي إلى المستوى الروحي....

فالجسد زائل لا محال

ولكن الروح خالدة وبعد الموت تنتقل الروح لمواجهة خالقها وتُكافأ على ما فعلته في الجسد خيراً كان أم شراً.

كيف تفضلين أن يذكرك الناس؟ أتمنى أن تتبني قـِيـَم العالم غير المنظور.