Skip to main content

الاكتئاب بعد الولادة

بعد الوضع بأيام قليلة، بدأت تختبر مشاعر الحزن. كانت تعلم مسبقاً أنها قد تمر بفترة الـ Baby Blues وأعراضها البسيطة، لكنها خائفة من أن تصل إلى مرحلة الإكتئاب بعد الولادة كما حصل مع قريبتها

بعد الوضع بأيام قليلة، بدأت تختبر مشاعر الحزن. كانت تعلم مسبقاً أنها قد تمر بفترة الـ Baby Blues وأعراضها البسيطة، لكنها خائفة من أن تصل إلى مرحلة الإكتئاب بعد الولادة كما حصل مع قريبتها

بعد الولادة، ولا سيما إذا كانت المرة الأولى التي تصبح فيها أماً، تصاب المرأة عادة بتقلّبات مزاجيّة، تجعلها تشعر بالسعادة للحظات، ثم ينقلب مزاجها فجأة لتنفجر باكية بلا سبب. هذه الأعراض تبدأ بالظهور عادة بعد ثلاثة أو أربعة أيام من عملية الوضع، وتعرف بمشاعر الحزن بعد الولادة أو Baby Blues. وهي حالة نفسيّة طبيعيّة شائعة؛ تستمر أعراضها عادة نحو عشرة أيام.

ومشاعر الحزن بعد الولادة تعد أمراً شائعاً لدى عدد كبير من النساء. وفي وقت، لا يوجد فيه سبب محدّد ومشاعر للـ Baby Blues،فإن عوامل عدة تؤدي دوراً مؤثراً في ظهورها، من أبرزها:

¶ قلق أو مشاعر سلبية حيال الحمل، ثم صحة المولود.

¶ قلق إزاء التكيّف مع روتين الحياة الجديدة، وما يصحبه من تغيّير في عادات المرأة والمسؤوليات الملقاة على عاتقها.

¶ مشاكل زوجيّة أو ماديّة.

¶ متاعب خلال حمل أو ولادة سابقة.

¶ غياب دعم الشريك والعائلة والأصدقاء.

¶ صغر السن.

وماذا عن التغيّرات الهرمونيّة بعد الولادة؟

خلال الحمل، ترتفع بشكل كبير، معدلات الإستروجين والبروجيستيرون وغيرها من الهرمونات الأنثويّة. وخلال الأربع وعشرين ساعة التي تلي الولادة، تعود الهرمونات بسرعة الى معدّلها الطبيعي. ويعتقد الخبراء أن هذا التغيّير الكبير في معدل الهرمونات، يمكن أن يؤدي الى ولادة مشاعر الحزن.

ما الإشارات التي تدلّ على الإصابة بـ Baby Blues؟

¶ الشعور بالقلق والتقلبّات المزاجيّة.

¶ الشعور بالحزن واليأس.

¶ البكاء.

¶ إنعدام النشاط والحيوية.

¶ تناول الطعام بكميّات قليلة جداً أو كبيرة جداً.

¶ النوم لفترات قليلة، أو الإفراط في النوم.

¶ مشكلات في التركيز أو عدم القدرة على إتخاذ القرارات.

¶ مشكلات في الذاكرة.

¶ الشعور بالذنب بلا أي سبب.

¶ فقدان الإهتمام بالنشاطات العادية.

¶ الإبتعاد من العائلة والأصدقاء.

¶ آلام في الرأس ومتاعب وأوجاع دائمة في المعدة.

وفق الاختصاصيّة في علم النفس السريري والأستاذة في جامعة البلمند الكتورة تريز ورد، فإن "اختبار الأم لمشاعر الحزن لمدة لا تزيد عن أسبوعين، هو مجرد حالة عادية لا تستدعي القلق أو حتى العلاج. فخلال هذه المرحلة، تقلق الأم حيال الطفل و سبل الرعاية به، وإزاء الرضاعة وتغيّرات جسدها، فيما يكون ذلك يبقى مصحوباً بخسارتها جزءاً من استقلاليتها. لذا، من المهم أن تحظى الأم بالدعم العاطفي الكامل من زوجها وعائلتها خلال الأسبوعين الأوليّن للولادة، فضلاً عن مساعدتها في تخصيص بعض الوقت لنفسها، ترتاح خلاله أو تمارس هواية تفضلها أو حتى تخلد الى النوم. أما في حال إستمرت الأعراض لفترة تتخطّى الأسبوعين، عندها تنتقل إلى مرحلة الإكتئاب بعد الولادة، مما يتطلّب عناية ومساعدة طبيّة، وخصوصاً إذا كان للأم أو لأحد أفراد أسرتها "تاريخ من الإكتئاب". وقد تمتد هذه الحالة مدة طويلة، وتشتد خطورتها في بعض الأحيان. لذا، يجب إستشارة طبيب، وخصوصاً إذا بدأت تشعر وكأنها تؤذي نفسها وطفلها، أو عندما تفقد أي رغبة في الإهتمام بطفلها، وتعيش تجاهه حالة رفض مستمرة".

وتشير الى أن "علاج هذا النوع من الإكتئاب مهم جداً، لأن الباحثين يعتقدون أنه يمكن أن يؤثر في مستقبل الطفل في نواح عدة:

¶ تأخر في النطق.

¶ مشكلات في العلاقة بين الأم وطفلها، واحتمال انتقال مشاعر الإكتئاب إليه.

¶ إضطرابات سلوكيّة، وفقدان الرغبة في تناول الطعام.

¶ البكاء باستمرار".

كيف يجب التصرّف حيال الإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة؟

 تلفت الدكتورة ورد الى أن "نساء عدة لا يعترفن بظهور أعراض إكتئاب ما بعد الولادة؛ فيشعرن بالحرج والخجل أو الذنب لأنهن يختبرن مشاعر الحزن عوض الفرح بولادة الطفل، ويقلقن من أن يُنظر إليهن على أنهن غير جديرات بالأمومة.

من هنا، تكمن أولى الخطوات التي يجب اتخاذها في مساعدة المرأة على تقبّل ما تختبره، وإقناعها بأن ما تمر به هو مسألة عادية لا تقلل من جدارتها بالأمومة، وبأن علاجها ضروري كي تتجنّب أي معاناة. ويختلف إكتئاب ما بعد الولادة بين إمرأة وأخرى، فقد يمتد عند بعضهن أسابيع فيما يستمر أشهراً طويلة عند أخريات.

السعادة, القلق, الحياة, الذاكرة, الاكتئاب, الصحة, الحزن, اليأس, baby blues, الاحباط, المزاجية, البكاء

  • عدد الزيارات: 2812