أمام مصائب غيري هانتْ مصيبتي
خسرتُ عملي، وأموالي إحتجزتها البنوك… الإقتصاد في بلادي إلى إنهيار، والعملة الوطنية فقدتْ قيمتها… لماذا لا أتصل بأقربائي وأصدقائي؟!!
عندما تحلُّ المصيبة على الإنسان يظن أنها أعظم مصيبة في الدنيا… تَسْوَدُّ الدنيا في عينيه، ويظن أنه الأسوأ حظاً والأكثر تعاسة من بين جميع الناس…
واجهتني المشاكل على جميع الأصعدة… خسرتُ عملي، وأموالي إحتجزتها البنوك… الإقتصاد في بلادي إلى إنهيار، والعملة الوطنية فقدتْ قيمتها…
حاولتُ أن أجد الحلول… لكن الحلَّ بعيدٌ بعيد… لا بل مستحيلٌ مستحيل!!
وفكرتُ في الهجرة، لكن لا مال لتحقيق هذا، وكورونا تسرح وتمرح وتهدِّد ما تبقّى لي من أمل…
وظننتُ أنَّ الجميع بخير… أقربائي وأصدقائي ينعمون بالحياة وراحة البال…
لماذا لا أتصل بهم علَّهم يخففون عني… لا بد أن يقدِّموا دعماً معنوياً، أو على الأقل أسمع أخبارهم وأفرح لهم…
وكان الإتصال الأوَّل بصديقي المهندس الذي تخرَّج منذ سنوات قليلة… أخبرني صديقي أنه منذ تخرّجه ما زال يشتري الصحف ليقرأ الإعلانات علَّه يجد عملاً…
واتصلت بأحد أقربائي! إنه رجلٌ مُسِن أمضى حياته بالعمل والكد من أجل تأمين عيشٍ كريم لعائلته… وجدته حزيناً… أولاده يعيشون في المهجر، وقد فقد زوجته منذ زمن ليس ببعيد، ولا أحد يدقُّ بابه …
وافتكرت بأحد الجيران الذي لم أسمع عنه منذ زمن… هذا الرجل كان سعيداً جداً… لقد تزوج بالفتاة التي أحبها كثيراً … لكنني فوجئتُ عندما أجابت زوجته على اتصالي وأخبرتني بأن المرض قد تغلَّب عليه واختطف زهرة شبابه…
ولم أستسلم… لا بدَّ أن أتصل بأحد لأسمع أخباراً مفرحة…
وافتكرت بزميل قديم… كان الأكثر نشاطاً بين الزملاء… لم تكن الإبتسامة تفارق وجهه… لكنني فوجئتُ بصوته الحزين… إنه يعاني من مرض عضال…
يا إلهي!!! ما هذا؟
كلٌ لديه مشاكله الخاصة… كلٌ لديه أحزانه وأشجانه… ووجدتُ أنَّ حزني ليس سيِّئاً على الإطلاق… وأنا ما زلتُ أتمتع بالصحة، وما زالت عائلتي بخير ولم أخسر أحداً منها…
وشكرتُ الله على هذا… وأمام أحزان أقربائي وأصدقائي، فإنَّ حزني لا شيء…
وافتكرت في نفسي، لو فكَّر كلٌ منا بمصيبة غيره، لهانت عليه مصيبته!!!
الشكر, الحزن, الهجرة, المصاعب, التجربة والحزن, تخطي_المصاعب, المصائب
- عدد الزيارات: 1079