حان وقت صناعة الذّكريات
تذكّري أنّ أولادك يراقبونك حين تستمعين إلى نشرات الأخبار، ربّما هم خائفون أكثر ممّا يبدو عليهم... وربّما نحن كأمّهات نحتاج إلى بعضٍ من المرونة في نظام الحجر المنزلي...
عزيزاتي الأمّهات... وأنا واحدة منكنّ...
في الوقت الحاضر، حيث الجميع في المنزل على الدّوام.. هل وضعت برنامجًا فعّالًا لأولادك؟!
أوقاتًا للدّرس... أوقاتًا لتصفّح الإنترنت... أوقتًا لاختبارات علميّة... مطالعة... وإلى ما هنالك من نشاطات يمكن لهم أن يقوموا بها خلال وجودهم داخل جدران المنزل...
تذكّري أنّ أولادك يراقبونك حين تستمعين إلى نشرات الأخبار، ربّما هم خائفون أكثر ممّا يبدو عليهم... ومرتعبون أكثر من أيّ شخص بالغ آخر...
بما أنّهم لا يستطيعون التّعبير عن مشاعرهم كما نعبّر نحن الكبار، لذلك فهم معرّضون بأن يصابوا بحالات القلق أكثر من سواهم... فجيلنا لم يمرّ قبلًا بحالة كهذه الّتي نمرّ بها الآن مع هكذا فيروس أو وباء عالميّ... لذا فخبرتنا في هكذا أوضاع تقارب "اللّاخبرة على الإطلاق"... خصوصًا مع الحجر المنزلي، والإنقطاع عن رؤية أفراد العائلة والأصدقاء والأقارب...
إنّ حالات الإضطراب السّلوكي ستظهر في مشاعر الغضب... أو مشاعر التّمرّد على القيام بأمور عديدة... في بعض الأحيان أيضًا تظهر على شكل انهيار... أو نوبات غضب... أو تصرّفات معارضة...
في الحقيقة ما يحتاجه أطفالنا في الوقت الحاليّ هو أن نمنحهم الشّعور بالأمان... والرّاحة.. والمحبّة... وهكذا يدركون بأن ّالأمور ستتحسّن، وتصبح على ما يرام...
ربّما نحن كأمّهات نحتاج إلى بعضٍ من المرونة في البرامج الّتي وضعناها ليوميّاتنا خلال الحجر المنزلي...
ربّما، إن كان الأمر مسموحًا به في المنطقة، وهي آمنة من الفيروس، يمكننا أخذ نزهة قصيرة على الأقدام مع أولادنا... أو ربّما في حديقة المنزل، إن وجدت.. أو اللّعب معهم خارج الجدران الأربع...
أمّا داخل هذه الجدران... فيمكنهم أن يساعدوا في تحضير أطباق أو حلويات يحبّونها...
أو... هيّا بنا نمسح الغبار عن علب الألعاب الجماعيّة... تلك الّتي وضعناها جانبًا في السّابق لأنّنا لا نملك الوقت الكافي لنلعبها معًا بسبب زحام مهمّات الحياة... لنستمتع بالوقت معًا... أو ربّما نشاهد الأفلام العائليّة معًا ونقضي وقتًا مسلّيًا...
لا تقلقي بشأن الدّراسة... فعند العودة إلى المدرسة، إن شاء الله، سيتعلّمون كلّ شيء، ويكتسبون ما فاتهم من الأمور المدرسيّة... فجميع الأولاد يعيشون نفس الحال... وتحتاج العودة إلى المدرسة بعد انقطاع طويل إلى فترة من التّأقلم من جديد...
ساعديهم على الشّعور بالإنتعاش بدل الشّعور بالإحباط... فصحّتهم الذّهنيّة والنّفسيّة أهمّ بكثير من إنجازاتهم الأكاديميّة...
ذكريات أيّام الحجر المنزليّ هذه ستبقى معهم ومعنا في المستقبل... وسنخبر عنها أحفادنا يومًا ما...
في هذا الزّمن الموبوء... زمن فيروس الكورونا COVID-19، حان وقت صناعة الذّكريات الجميلة بينما نعيش أيّامًا صعبة...
حان وقت صناعة الذّكريات الجميلة بدل الجلوس في قعر الغمّ والهلع وعدم الأمان...
أصّلي إلى الله أن يحفظك وعائلتك بخير وسلام...
الأولاد, العائلة, التربية المنزلية, COVID-19, الحجر المنزلي, الإضطراب السلوكي, الذكريات الجميلة, الصحة الذهنية والنفسية, الخوف من المرض, الشعور بالأمان, زمن الكورونا
- عدد الزيارات: 1413