Skip to main content

التّضحية بالنّفس لأجل الآخرين

التّضحية بالنّفس لأجل الآخرين

بماذا سأشعر إن أنا نجوت من الموت بسبب هذا الفيروس، بينما أنا أعلم أنّ الممرّضة الّتي قدّمت لي الرّعاية خلال إصابتي بمحبّة وعناية قد لاقت حتفها بنفس الفيروس الّذي كانت تساعدني في التّغلّب عليه؟!

" التّضحية بالنّفس لأجل الآخرين"... أين سمعت هذه العبارة من قبل؟!

جميعنا نحبّ القصص الّتي تخبر عن أشخاص قاموا بأعمال عظيمة من أجل الآخرين... كما أنّنا أحيانًا نشعر بالفخر والتّبجيل حين نتخيّل أنفسنا مكان هؤلاء الأشخاص، نفعل الخير كما هم يفعلون... نشعر بأنّنا أبطال... وفي أوقات أخرى، نلتفّ على أنفسنا في مكان بعيد ونشعر بالإحباط والخوف...

كيف يقوم هؤلاء الأبطال بأعمال عظيمة؟!

ما هي مهمّتهم ورسالتهم؟!

كثيرًا ما أفكّر في عدد الأطبّاء الّذي يودّون الإستقالة من عملهم... خاصّة في زمننا الحاليّ وفي وجود الفيروس المتفشّي، "الكورونا – COVID-19" وهو ينتشر كالنّار في الهشيم ويحصد معه ليس الأشخاص العاديّين فقط، إنّما أشخاصًا من الجسم الطّبّيّ أيضًا... نستمع إلى أخبار الإنتشار والإصابات والوفيّات عبر وسائل الإعلام، ونرى أعداد المصابين من العاملين في مجال الرّعاية الصّحّية، وكم منهم قد لاقوا حتفهم بسبب هذا الفيروس...

بماذا سأشعر إن أنا نجوت من الموت بسبب هذا الفيروس، بينما أنا أعلم أنّ الممرّضة الّتي قدّمت لي الرّعاية خلال إصابتي بمحبّة وعناية، قد لاقت حتفها بنفس الفيروس الّذي كانت تساعدني في التّغلّب عليه؟!

ربّما سأمرّ بمراحل عدّة...

في البداية أصاب بالصّدمة...

ثمّ تعتريني حالة من الغضب...

ربّما بعدها أشعر وكأنّ أحاسيسي أصيبت بالشّلل... ثمّ،

أحزن... آسف لما حصل...

ثمّ أشعر بالحظّ الكبير...

وفي النّهاية، أشعر أنّني نلت هبة...

وأشكر...

الآن أدرك أنّ الممرّضة لم تعلم أنّها ستتوفّى لأنّها اعتنت بي... فهي في الحقيقة تعلم مخاطر الإصابة... لكنّها لو علمت أنّها هي من سيخسر حياته، هل كانت لتفعل ما فعلت، لتخلّصني من الإصابة؟! أشكّ في ذلك، لأنّ حياة كلّ منّا هي أعزّ ما لديه...

لكن... فقط أعرف شخصًا واحدًا قدّم حياته لأجل كثيرين... قدّمها طوعًا واختيارًا...

والنّتيجة ليست فقط حياة على هذه الأرض... لكنّه أعطانا بموته حياة أبديّة... حياة ما بعد الموت... وكلّنا نتمنّى هكذا حياة...

ربّما في بعض الأوقات لا نعرف كيف نحصل عليها...

فنقوم بأعمال الخير أكثر...

أو نحاول تحسين أنفسنا لنصبح أشخاصًا أفضل...

لكن في الحقيقة، ما نحتاجه هو أمر واحد... أن نقبل هبته... مجانا

نعم... أنا أتكلّم عن الشّخص الّذي قال، أنا أموت لأعطيكم الحياة.. وكان يعرف حقيقة ما يقول...

لقد وضع خطّة... ونفّذها...

لذلك، ليس مطلوبًا أن نفعل نحن أيّ شيء... لا شيء... لا شيء أبدًا... فقط أن نقبل عطيّته...

إذا لم تحزري من هو حتّى الآن... وأنت مهتمّة أن تعرفي ماذا فعل ذلك الشّخص،

يمكنك أن تراسلينا على صفحتنا على الفيسبوك، ونحن سنجيب على كلّ أسئلتك...

الموت, التضحية, العناية, الحياة الأبدية , النجاة , محبة الله, الهبة, التضحية في زمن الكورونا, عطية الله

  • عدد الزيارات: 1408