دقة تاريخ الميلاد
لماذا يحتفل بعض المسيحيّين بميلاد المسيح في ال 25 من شهر كانون الأوّل – ديسمبر، والبعض الآخر في السّابع من شهر واحد، كانون الثّاني – يناير؟!
أعرف أشخاصًا كثيرين لا يعرفون تاريخ ميلادهم الحقيقي... الجيل القديم... لكن ليس منذ زمن بعيد كثيرًا... بعضهم لا يتذكّر الميلاد الحقيقي... فأمّي التي ولدت 7 أو 8 مرّات، كيف لها أن تتذكّر تواريخ ولاداتها... خاصّة أنّ جدّي هو الذي كان يذهب ليسجّل الأطفال ويضع التّاريخ الذي يروق له... أو إذا تأخّر كثيرًا لسبب أو لآخر، أو لعدم دفع الجزية، يسجّل الطّفل المولود منذ 3 أو 6 أشهر، بتاريخ الأسبوع الفائت!
مع أنّ أجمل الأيّام عندي هي أيّام موسم الأعياد... لكنّي... أنزعج من الأعياد حين يختلفون على المواعيد الشّرقيّة أو الغربيّة... فالتّوقيت الشّرقيّ للميلاد تأخّر أسبوع... لماذا يحتفل بعض المسيحيّين بميلاد المسيح في ال 25 من شهر كانون الأوّل – ديسمبر، والبعض الآخر في السّابع من شهر واحد، كانون الثّاني – يناير؟! ألا يعدّ اختلاف المسيحييّن دليلًا على أنّ تاريخ الاحتفال باطل من أساسه؟
بالنّسبة لي شخصيًّا... هذه سخافة.... حقيقة... هل أنّ رجال الدّين هم لهذه الدّرجة متمسّكين بأنّهم هم الأصحّ؟! يا سيّدي تقاسموا الفرق..وجدوا حلًّا للمشكلة!
مضحك حقًّا... حاولت أن أجري بعض الاستقصاء... لكنّي وجدت أنّ الموضوع معقّد كثيرًا لفكر بسيط! والمضحك أيضًا أنّ العلماء المسلمين أيضا مختلفون على تاريخ المولد النّبوي الشّريف أيضًا! أهو... في 2 ربيع الأول أو 8 من ربيع الأول أو التّاسع... أو العاشر... أو 12... هذا الاختلاف موجود حتّى الآن...
بالعودة إلى ما وجدت... إليكم بعض الأسئلة التي عادة تراود فكري... وبعض الحقائق...
أولا: هل الرعاة فعلًا لا يستطيعون أن يكونوا في الحقول خارج المدينة في فصل الشّتاء؟
ثانيا: هل حقيقة أنّ ال 25 من ك1 كان عيدًا وثنيًّا؟ أي أنّ عيد الشّمس تحوّل إلى عيد الميلاد؟
جوابي: لا بأس... أليس من الأفضل اختيار نهار يكون الغير مؤمن أو الوثنيّ يحتفل به، ونحوّله إلى يوم نحتفل به بمولد عيسى المسيح؟ أليس من الأفضل أن نختار التّرانيم والصّلوات والدّعاء والفرح بدل العربدة والسّكر والشّرّ؟ (ما يقوم به بعضهم)... فالرّومان كانوا يضطهدون ويقتلون المسيحيين... لذلك مستبعد أن يحوّلوا أحد أعيادهم...
أما كيف يوجد رعاة متبدين في فصل... الشّتاء؟... نعم... الرّعاة يكونون طوال السّنة بحسب التّقليد اليهودي... وحقل الرّعاة... موجود أيضًا إلى هذا اليوم... وهذا ضروريّ... لوجود الأضحية المطلوبة لكافّة السّنة... وبحسب الطّقوس اليهوديّة "حرام أن يتمّ تربية الماشية في أرض إسرائيل، قرب المدن، بل مسموح بها في البرية (بابا قاما 7:7)...
في القصّة القرآنية، حصلت معجزة: في تفسير الطّبري لمريم -25، يقول أن كان جذعًا يابسًا في بيت لحم، فذلك يكون أيّام الشّتاء... وقد تساقط الرّطب من الجزع المقطوع بعد أن هزّته... الجذع اليابس كان معجزة الهية...
يمكن التّكهّن من القصّة من الإنجيل نفسه، المكتوب من الطّبيب لوقا عن تاريخ قريب... للدّقة، مثلا من المؤكد أن الولادة حدثت أيام هيرودس الملك وفي بيت لحم.(متى 2-1) إذًا تاريخيًّا قبل موت هيرودس...
لوقا(1: 26-27) يذكر أنّه في الشّهر السّادس أرسل جبرئيل الملاك إلى مريم... لا نعرف من أين يبدأ العدّ؟ لذا لا يمكن تكهّن يوم الحمل أو يوم الولادة...
إذًا... مع كلّ هذا اللّغط والأفكار المتباينة... لماذا الجدل طالما أنّ الشّخص والحدث هما مؤكّدان... وهما الأهمّ... ولا تقدّم التّواريخ أمرًا أو تأخّره! أنا أدعو الجميع للبحث عن شخصيّة المولود...
يجب أن نحكم على الشّخص فقط، عل تعاليمه... على حياته... وعلى كلّ ما فعله عيسى المسيح... (لا ما يفعله أتباعه)!
هل همّ دقّة التّواريخ عيب؟ يجب الاحتفال كل يوم... وليس فقط ب 25ك1... فهو قد وُلِد... وهذا هو الخبر الّذي بشّر به الملاك بفرح عظيم... المولود الّذي بدّل تاريخ البشريّة...
لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.
لوقا 2: 11
الفرح, الميلاد, ليلة الميلاد, ولادة المسيح, الميلاد المجيد, البشارة, تاريخ الميلاد, شخصية المسيح
- عدد الزيارات: 1686