Skip to main content

تحيَّة إلى الأب في عيده

تحيَّة إلى الأب في عيده

قطع بيك كورنر بدرّاجته الهوائيّة مسافة ٢٦٠٠ ميل، لسماع نبضات قلب إبنته بعد وفاتها…

في شهر حزيران يحتفل العالم بعيد الأب، وبالرغم من أنَّ لعيد الأم شهرة واسعة نظرًا لما تُمَثِّل الأمّ من حنان وحبّ وتضحية وتَفانٍ، إلّا أنَّ كثيرين من الآباء لا تنقصهم هذه الصّفات مطلقًا، وهم يتفانون في خدمة العائلة من خلال الكَدِّ والتّعب من أجل تأمين حياة كريمة لعائلاتهم وأولادهم…

ولهذه المناسبة، سوف نروي قصّة واقعيّة حدثت، وبطلها أحد الآباء الذين فقدوا أحد أبنائهم، وهي تعبِّر عن مدى حبّ الأب لأبنائه، واشتياقه لهم بعد مماتهم، في حال قدَّر الله ذلك!

فقد توفّيت إبنته آبي وهي في العشرين من عمرها، بعد أن أوصتْ بالتبرُّع بقلبها بعد وفاتها لمن هو محتاج إليه…

وقد عانى لوموند جاك (في ولاية لويزيانا) من نوبة قلبيّة  وهو في العشرين من عمره، ولم تكن أمامه فرصة للعيش سوى بزرع قلبٍ جديد من شخص يتناسب معه في العمر…

كان قلب آبي جاهزًا، وكان القلب البديل الذي يُمَكِّنه من البقاء على قيد الحياة، فخضع جاك لعمليّة جراحيّة، زرع الأطبّاء خلالها في صدر جاك قلب آبي…

لكن الشّوق الذي في قلب كورنر دفعه إلى تحمُّل مشقَّة السّفر على درّاجته الهوائيّة مسافة ما يقارب أل ٤١٦٠ كلم، حاملاً معه سمّاعة طبّية ليتمكّن من سماع دقّات قلب إبنته مُجدّدًا…

كان المشهد مؤثّرًا، إذ لم يستطع كورنر كبح مشاعره فور لقائه الشّاب الذي يحمل قلب إبنته… إلّا إنه إستجمع قواه، وقام بوضع السّماعة في أذنيه واقترب من جاك الذي وافق مستجيبًا لطلب كورنر بكلّ سرور… وبمجرّد سماع نبضات قلب آبي، إنهمرت الدّموع من عيني كورنر وعانق جاك كمن يعانق إبنته ، وسط حشدٍ من النّاس الذين تجمّعوا ليروا هذا اللقاء الفريد، والتقاط الصّور التّذكارية المؤثِّرة، فيما بكى الرّجلان معًا…

إنّها قمّة العطاء، قمّة التّضحية وقمّة الإنسانيّة… إنّها محبّة الأب التي لا تقلّ مقدار شعرة واحدة عن محبّة الأم…

تحيّة لكلّ أبٍ في عيده… أنتم تيجان على رؤوس أولادكم… أدامكم الله لأولادكم ولعائلاتكم!

التضحية, العطاء, الحنان, الإنسانية, عيد الأب, محبّة الأب, محبّة الأولاد, تضحية

  • عدد الزيارات: 1637