Skip to main content

لماذا سفك الدّم من خلال الذّبيحة؟

لماذا سفك الدّم من خلال الذّبيحة؟

بسبب هذه العلاقة بالحياة، فإنّ الدّم يمثّل أسمى التّقدمات إلى الله... لكن قداسة الله وعدله يتطلّبان العقاب على الخطيئة...

لمحة تاريخيّة

كان النّاس يقدّمون الذّبائح والتّضحيات في أقطاب الأرض المختلفة، في مجتمعات وحضارات متعدّدة.. وهذا الأمر كان يحصل طبعًا في ممارسات ذات طبيعة وطرق مختلفة بحسب المجتمع أو المعتقد... هذه الذّبائح كانت تقدّم إيمانًا من المجموعة بأنّها طريقة لإرضاء آلهتهم، أو من أجل إبعاد الشّرّ أو الأرواح، وأيضًا من أجل أمواتهم... حتّى إنّ بعض الخدم كانوا يُقتَلون بعد موت أسيادهم اعتقادًا بأنّهم سيخدمون أولئك الأسياد في حياتهم بعد الموت... وقد أصبحت هذه التّضحيات كشعائر وطقوس...

من خلال موجودات أثريّة، ومدافن قديمة، يمكن القول بأنّه يوجد حوالي خمس وعشرين حضارة قديمة كانت تُقام بها الذّبائح الإنسانيّة، نذكر منها: الإنكا، المايا، إسرائيل القديمة، حضارة الآزتيك، مصر القديمة، ستونهنج، هاوايي، الرّومان القدماء، اليونان، السّلتيك، الفايكينغ في النّروج، القرطاج في تونس شمال أفريقيا، الصّين، منغوليا، الهند، تنزانيا.....

بحلول العصر الحديديّ، ومع التّطوّر في الدّيانات، أخذت التّضحيات الإنسانيّة تخفّ شيئًا فشيئًا في العالم القديم، حتّى أنّ المجتمعات صارت تحتقر هذه الممارسات... في العالم الجديد ظلّت هذه الممارسات منتشرة في بعض المجتمعات، إنّما بنسب مختلفة... وبقيت حتّى استعمار أوروبا لأميركا..

في عالمنا اليوم، حتّى ذبائح تقدمة الحيوانات اختفت من الدّيانات، وأصبحت التّضحيات الإنسانيّة شبه نادرة جدًّا..

معظم الدّيانات اليوم تدين هذه الممارسات، والقوانين العلمانيّة الحديثة تعتبرها عمل قتل..

والسّؤال: لماذا سفك الدّم؟!

هذا لأنّ الدّم هو رمز لمصدر الحياة... "لأَنَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ" لاويّين 17: 14

بسبب هذه العلاقة بالحياة، فإنّ الدّم يمثّل أسمى التّقدمات إلى الله... لكنّ قداسة الله وعدله يتطلّبان العقاب على الخطيئة... والعقاب الوحيد لهذه الخطيئة تجاه الله هي الموت الأبديّ...

وذبيحة حيوانيّة أو حتّى موتنا نحن..... ليس تضحية كافية ووافية لدفع ثمن خطيئتنا...

لأنّ الكفّارة تحتاج إلى تضحية وتقدمة كاملة، خالية من شائبة الخطيئة...

وبالنّسبة إلى العقيدة المسيحيّة......شخص السّيّد المسيح في المسيحيّة هي خاتمة التّضحيات والذّبائح...

وبالنّسبة إلى العقيدة المسيحيّة، الموت والقيامة هما أساس الخلاص والتّكفير عن الخطيئة لكلّ البشر، بما فيها الخطيئة الأولى...

وبالنّسبة إلى العقيدة المسيحيّة، فإنّ كلّ شخص على وجه الأرض له الحقّ الكامل (وهو مدعو) في قبول هذه التّضحية للبشر من أجل غفران خطاياهم... لا يهمّ من أيّ بلد.. أو أيّ ديانة... فإنّ المسيح قد مات من أجل الجميع...

لماذا دم المسيح؟!؟

إنّ السّيّد عيسى المسيح، هو الإنسان الكامل.. وهذا باعتراف جميع الأديان... وقد أتى إلى الأرض ليمنح التّضحية النّقيّة والكاملة والأبديّة.. لدفع ثمن خطايانا... فكلمة الله نفسه في الكتاب المقدّس في العهد الجديد قد تمّت في السّيّد المسيح... وهذا ما يجعله أساس عهد جديد في النّعمة مع الله... ففي العشاء الأخير، قال السّيّد المسيح لتلاميذه: " هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ" (لوقا 22: 20)

وبحسب ما ورد في العهد الجديد دم السّيّد المسيح له القدرة على أن:

يعتقنا: الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ (أفسس 1: 7)... وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة الى الاقداس، فوجد فداء أبديًّا. (عبرانيين 9: 12)

يصالحنا مع الله: الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. (رومية 3: 25)

يدفع عنّا الفدية: عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ (1 بطرس 1: 18)

يغسلنا من الخطيّة: وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّة. (1 يوحنّا 1: 7J

يغفر لنا: وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ. (عبرانيين 9: 22)

يحرّرنا: وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ. (رؤيا يوحنا 1: 5)

يبرّرنا: فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ (رومية 5: 9)

يطهّر ضميرنا المذنب: أَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ. (عبرانيين 9: 13-14)

يقدّسنا: لِذلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. (عبرانيين 13: 12)

لم يجبره أحد... بل من كثرة محبّته لنا... هو وضع نفسه... ذبيحة مغايرة لكلّ الذّبائح... ذبيحة واحدة... فداء عن الكلّ... وبقيامته... منح الحياة الأبديّة لكلّ من يقبله...

الموت, الحياة, الطقوس القاتلة!, التقديس, الذبيحة, عيد الفصح, غفران الخطايا, التطهير من الخطية, سفك الدم

  • عدد الزيارات: 1694