طبيب يقطع قالب حلوى عند ولادة كلّ أنثى
التّحدّي الأكبر الذي يواجهه الطّبيب... هو إخبار العائلة عن جنس المولود وخاصةً... عندما تكون "أنثى".
تنتشر أفضليّة الذّكور على الإناث في الهند بشكلٍ واسع، وتزداد عمليّات الفحص النّوعي لجنس الجنين أثناء الحمل، مما يؤدّي إلى تراجع عدد الإناث بعد إجهاضهنّ.
والتّحدّي الأكبر الذي يواجهه الطّبيب هو إخبار العائلة عن جنس المولود وخاصةً عندما تكون "أنثى".
لكنّ الدّكتور "غانيش راخ" قرَّر إدارة حملته الخاصّة ضدّ هذا التّمييز بهدف إنقاذ حياة الإناث في الهند، حين قام بخطوةٍ فريدة من نوعها إذ تنازل عن جميع الرّسوم والتّكاليف التي تترتَّب على عملية الولادة، كما إنّه شرع بإقامة إحتفال كبير للعائلة التي تنجب "أنثى" في المستشفى الخاص به. ومنذ بداية حملته هذه إرتفع عدد المولودات الإناث بشكل لافت.
ويجري التّرحيب بهذه الفكرة، لدرجة أنَّ الدّكتور "راخ" أصبح بطلاً وقدوةً ومُلهِمًا لكثيرين بعد الجهود المكثَّفة التي بذلها في هذا السّياق، وقد بدأ النّاس يقدِّرون قيمة "الإناث" نوعًا ما، على امتداد بلاد الهند الواسعة.
ويقول الدّكتور "راخ": "أنْ تُخْبِرَ العائلة بأنَّ أحد أفرادها قد توفّي، أسهل بكثير في نظري من أن تخبرهم بأنّهم رُزِقوا بمولودة "أنثى"... وإذا كان المولود "ذكرًا" فإنّهم يحتفلون ويوزِّعون الحلوى... وفي حال رُزِقوا بأنثى فإنّ العائلة تترك المستشفى، ويتركون الأمّ تبكي وتعاني هول الصّدمة وحدها..."
ويروي د. راخ كيف أنَّ أحد الآباء عَنَّفَ زوجته فور ولادتها، وطلب من ذويها إرجاعها إلى منزلهم لأنّها أنجبتْ أنثى... لقد كان وحشًا حقيقيًّا...
وفي مفهوم د. راخ أنَّ الأمور يجب أن تتغيَّر... لذا قرر أن يبدأ حملته هذه في مدينة Pune عام ٢٠١٢...
"يجب تغيير هذا الموقف السّلبي تجاه الإناث، ولا بدّ من أن تكون ولادة الأنثى مناسبة مفرحة" يقول د. راخ... وهو يحتفل مع فريقه بعد ولادة كلّ فتاة بجلب الورود وقطع قالب الحلوى مع الوالدين...
وفيما ذاع صيت د. راخ، عَمَدَ أطبّاء كثيرون إلى الإتصال به ودعم حملته. وقد عرض مكتب الخدمات في المستشفى الخاص به إلى إعفاء الوالدين من تكاليف الولادة في حال كانت المولودة أنثى...
ويقول د. راخ: "في البداية لم أكن أتوقّع هذا الدّعم الكبير... لكن في بعض الأحيان تترك الأشياء البسيطة تأثيرًا كبيرًا في النّفوس... لقد بدأت ردّات الفعل تتغيّٓر... إنّهم اليوم يَتَلَقّون خبر ولادة الأنثى بابتسامة... وأنا أتطلَّع إلى اليوم الذي أتوقَّف فيه عن شراء قوالب الحلوى..." قالها بابتسامة عريضة!!!
الآباء, الدَّعم, الأنثى, الذّكر, الأشياء البسيطة
- عدد الزيارات: 2094