النّقد الإيجابيّ – 2

وأجمل ما في هذا النّهج من التّفكير، أنّه "معدٍ".... فيتأثّر من حولي بالإيجابيّة الّتي أمتلكها 

النّقد الإيجابيّ كما قد نشرنا سابقًا في أحد المقالات، هو تقييم الأمور بعقلانيّة ومنهجيّة منطقيّة موضوعيّة... الهدف أن نصحّح تصرّفاتنا ونتمرّس فيه لاتّخاذ القرارات الصّحيحة في الحياة... إضافة إلى مساهمته في تجنّب الحكم المبرم على الآخرين ومساعدتهم تحسين أدائهم في أمور الحياة دون اللّجوء إلى الإنتقاد السّلبيّ الهادم...

للتّفكير النّقدي مهارات، ومعايير وفوائد...

كي أمتلك مهارات التّفكير النّقديّ عليّ أن أدرّب نفسي على تمييز الحقائق، فأفرّق بين المعلوات الّتي أمامي.. وحين أكون قادرة على تمييز الحقائق، يصبح تفكيري أكثر مرونة فأتخطّى التّفكير المتحجّر أو الأفكار المكتسبة تلقائيًّا من المجتمع حولي بحكم وجودي فيه... بهذه الطّريقة أدرّب نفسي على ملاحظة الأمور حولي، فأتعرّف إلى كيفيّة تفكير الآخرين، وبذلك أستطيع صياغة حديثي وأسئلتي معهم... وبالتّالي أمتلك قدرة التّفريق بين الإفتراضات الخاطئة والصّحيحة... ما يسهّل عليّ اتّخاذ القرار الصّائب...

أمّا في ما يختصّ بمعايير التّفكير النّقديّ، فأهمّها: الوضوح في تحديد الهدف، الصّحّة في المعلومات المنتقاة، الدّقّة في تقييم هذه المعلومات، الإتّساع في مدى الأفكار، المنطق في بناء المنهجيّة للوصول إلى اتّخاذ القرار أو تحقيق الهدف.

أمّا فوائد التّفكير النّقدي فهي كثيرة... وإيجابيّة... وبنّاءة....

حين أتمكّن من ميزة التّفكير النّقدي... فإنّه يساعدني على حلّ النّزاعات في الحياة بأسلوب منطقيّ ومهذّب دون الدّخول في سجالات وجدالات لا تأتي بنتيجة جيدّة... كما أنّه يساعد في التّركيز على العمل لذا يساهم في إتقان العمل وإنجاح النّتائج.... ودون مجهود كبير، يساعد التّفكير النّقديّ على تقبّل الإختلاف بين الأفراد لمدى موضوعيّته ومنطقه... هو بلا شكّ قدرة على التّنمية الشّخصيّة ومساعد في كشف نقاط الضّعف في المعتقدات والعادات الّتي ورثتها من مجتمعي....

وأجمل ما في هذا النّهج من التّفكير، أنّه "معدٍ".... فيتأثّر من حولي بالإيجابيّة الّتي أمتلكها، وبالدّقة في التّصرّف ووضع الخطط... وأهمّ من يتأثّر بهذا الأمر ويكتسبه منّي هم أولادي.... فأنقل إليهم بأسلوب تفكيري وحياتي نمطًا يتّبعونه في حياتهم... فأكون لهم مثالًا يحتذى...هكذا جميعنا نربّي جيلًا يمتلك مهارات فكريّة سليمة...