Skip to main content

الموت... يعطي الحياة

الموت... يعطي الحياة

إن كنت تشعرين بأنّ أمرًا ما يموت في داخلك... لا بأس طالما سيحيا أمر آخر مكانه...

ترعبني قصّة يونس عليه السلام... كيف استطاع العيش في جوف الحوت لمدّة ثلاثة أيّام؟؟!!

تقول القصّة بأنّه هرب من وجه الرّبّ، لأنّه خاف كثيرًا من طلب الرّبّ إليه... بأن يبشّر أهل نينوى. فصعد على متن سفينة… بعدها رماه طاقم السّفينة إلى البحر... وابتلعه حوت... يا للهول...

لم يمت يونان (يونس) موتًا جسديًّا... إنّما قضى ثلاثة أيّام وثلاث ليالٍ في جوف الحوت... في نظر العالم كان يونان ميتًا... إنّما اختار الله أن يعيده إلى الحياة فأمر الحوت بأن يرميه من فمه... في هذه "القيامة" أو العودة إلى الحياة، أطاع يونان أخيرًا أمر الله. وأتمّ مهمّته، وكلّ النّاس في مدينة نينوى تابوا عن الخطيّة واختبروا معجزة الحياة الجديدة.

نرى هنا الموت يبعث الحياة في كلّ يوم...

إنظري إلى دودة القزّ –  بعد دفنها في الشّرنقة لمدّة أسبوعين... تعود إلى الظّهور في أجمل منظر على الإطلاق... فراشة... أليست هذه معجزة؟؟

وماذا عن البذور؟! وحدها... لا نفع لها، ولا تقدر على التّكاثر أو بعث الحياة... فالبذور تحتاج أن تختبر الموت – الموت حرفيًّا، فتدفن في التّراب قبل أن تنبت البراعم معلنة بداية حياة جديدة في نبتة!! ونبقى نشهد معجزة الموت، الدّفن، والقيامة والحياة... في الحقول والبساتين ومشاتل الورود... نشهدها كتذكار على ما فعله السّيّد عيسى المسيح من أجلنا... معجزة عيد الفصح لا تزال تعيش في حياتنا اليوميّة. في كلّ مرّة يموت أمرٌ في حياتي... أسمح لله بأن يدفن تلك الأجزاء من حياتي حتّى يحيي جزءًا جديدًا فيّ.

الموت هو حقيقة، إنّما حقيقة صعبة... لا أحد يريده... ولكن... فكّري معي... بدون الموت لا يمكننا أن نشهد معجزة القيامة إلى الحياة من جديد...

الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكلّ قد صار جديدًا. 2 كو 5: 17

الموت, الحياة, الصلب, القبر الفارغ, القيامة, قاهر الموت

  • عدد الزيارات: 2409