Skip to main content

رحلة عمر

رحلة عمر

ليس عيب أن نسعى كي نعيش حياة سعيدة وكريمة، لكن في زحمة السعي علينا ألا ننسى أن... نعيش.

[sexypolling id="85"]

فالعمل وسيله وليس غاية، ونحتاج أن نتذكر هذا من وقت إلى آخر أن نفكر بذلك.

نقضي أغلب عمرنا في الإنشغال بكيفة أن نعيش حياة كريمة لدرجة أننا في غمرة التفكيروالسعي ننسى أن نعيش، وتمر الأيام ولا نفيق إلا بعد أن نكن قد فقدنا زهرة الأيام.

في ظل التحديات المادية التي أمامنا، نجد أنفسنا نغرق في دوامة الإحتياجات التي لا تلبى إلا بالعمل الذي يأخذ أحيانا أغلب اليوم. وأحيانا نحتاج أن نعمل فترتين، صباحا ومساء، وفي ظل تلك الدوامه المتصلة من العمل، يصبح الأمر لدينا روتيني، وكأننا آلآت ما خُلقت إلا لهذا.

يُحكى أن مجموعة من رجال الأعمال الذين دخلوا دوامه العمل ليل نهار، سافروا في إجازة سنوية إلى جزيرة هادئة ليقضوا وقت من المتعة والإسترخاء بعد مشقة طوال السنة. وبينما هم في تلك الجزيرة، صادفوا صيَّادا بسيطا يستلقي تحت الظل ويُدندن ببعض الكلمات التي يداعب بها جمال الطبيعة.

فسألوه...

ماذا تعمل في حياتك؟

فأجاب: أصطاد السمك، آكل منه وأبيع الباقي لتسديد الإحتياجات الحياتيه، ثم آتي إلى هذا المكان أتنفس النسيم العليل وأستمتع بالطبيعة.

فقال له أحدهم ألا تريد أن تكون رجل أعمال كبير وغني؟

فأجاب الصياد قائلا، ثم ماذا؟

فقال تشري مركب صيد كبيرة.

فقال الصياد ثم ماذا؟

فقال تصدر الأسماك للخارج ويمكنك أيضا ان تفتح مصنع لتصنيع المأكولات البحرية.

فضحك الصياد وقال ثم؟؟

فأجابه أحدهم باستغراب، بعدها سيكون عندك أسطول بحري ومصانع وأموال، فتصير غنيا، تعمل وقتاً قليلا وتذهب للإسترخاء في مكان هاديء تنعم فيه بما تريد مثلنا.

فقال الصياد الحكيم.

إني ها هنا الآن، أعمل بالقدر الذي يكفيني، وأستمتع بالمكان الهادىء، وأسعد بأسرتي وأولادى.

ربما علينا أن نتذكر أن العمل والمال وسيلتان للحياة، ولكنهما ليسا الحياة، فعلينا أن نرتب أولوياتنا ونضع كل منها في مكانه الصحيح، فلا نضحي بالأهم في مقابل المهم.

الحياة, الراحة, المال, العمل, الأسرة, الإستجمام

  • عدد الزيارات: 1974