Skip to main content

العروج للسماء

العروج للسماء

إن الأداة تكتسب قدراتها من قدرات الممسك بها، فإن وضعنا أنفسنا بالكامل طوعا أداة في يد القادر على كل شيء، ستختفي كلمة مستحيل من حياتنا، بل سنكون نحن أكبر من المستحيل.

[sexypolling id="61"]

إن إتحاد قدرة الله مع طاعتنا يجعلنا نرى أمورا أكبر من إستيعابنا أحيانا، فلو تأملنا مثلا شق البحر أمام موسى وعبوره، كان مستحيل بالمنطق، ولكن يد الله أعلنت أنه لا مستحيل فقدرة الله أعظم من أي منطق وفوق حد التصور.

ومعراج الأنبياء إلى السماء في زمن لم يكن إخُترع فيه وسائل تعبر به في الأرض كان مستحيل ولكن قدرة الله أعلنت أنه إله المستحيلات.

إن رجال الله يمنحهم الله أمور خاصة وخارقة، فنجد "أخنوخ" مثلا والذي دُعى في القرآن "إدريس" قد عُرج به إلي السماء، "أذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا"، ربما هذا أمر يفوق القدرة على الفهم ولكن يقول الله "لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي" زكريا 4.

لقد تخطى أخنوخ المكان، وتوقف الزمان عن الحركة بأمر إلهى وذهب أخنوخ إلى الله الذي إشتاقت نفسه إليه، لقد صعد إدريس بقدرات الهية، قدرات يمنحها الله لمن يسير معه، فحين نتحد في علاقة مع الله، نجعل الله هو القدرة التي بها نتحرك ونحيا ونوجد، فسنصل إلى قدرات ليست لنا.

ويبقى أهم مافي الرحلة هي ما نعود منها بدروس، فنجد يوحنا حين تم نفيه في جزيرة بطمس، نسى النفي والوحدة، وإنفتحت أمامه أبواب السماء ورأى ما دوّنه في سفر الرؤية.

فحين تغلق الدنيا علينا أبوابها ونحن في الحضرة الإلهية، إله السماء يفتح لنا أبوابه هو، إنها رحلة تفوق القدرات البشرية، وربما لو عاد إيليا أو إدريس لوصفا لنا مدى قداسة محضر الله، ولذة قربه، ولعلنا في تلك الأيام نحتاج أن نخلو بانفسنا في محضر الله، ونتأمل لذة معيته، وبهاء محضره، وقداسة مسكنه

"بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ" مز5:93.

كل سنة والأمة طيبة بمناسبة الإسراء والمعراج.

الله, السماء, المعجزات, الإسراء, المعراج

  • عدد الزيارات: 2646