Skip to main content

كن مستعد للغفران

كن مستعد للغفران

كنت أفكر في نفسي كيف أستعد لإستقبال شهر الصوم، كيف أطّهِرُ قلبي؟ كيف أغفر وأرحم في شهر الرحمة؟ وهل من يؤذيني يستحق أن أسامحه؟

[sexypolling id="58"]

 ها قد هلَّ علينا هلال شهر مميز في السنة... الذي هو شهر الرحمة والمغفرة...

وكنت أتسآءل كيف أطلق غفران ومسامحة للجميع قبل هذا الشهر؟

ألستُ بَشَرا يشعر ويتألم، كيف أغفر لمن يسيء إلي؟

كيف أغفر لمن يؤذيني؟

بجد... قولي لي... أي إنسان يستطيع أن يقول لي أن أحب عدوي؟

كيف أغفر لمن أساء إلي؟ بل وأحب عدوي!؟

كيف لي أن أعيش تلك الوصية "أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم" مت 44:5،

ولكنى صلّيت... ودعوت ربي أن يُعلمني هذا الحب الذي لا أقوى أنا على منحه، وذا التسامح الذي يفوق قدرتي،

وفوجئت أنني لم أكن كارهة لمن أساءوا لي كأشخاص، بل كارهة لسلوكهم، صحيح أنا قد تألمت من البعض، ولكنني أدركت أني تألمت من تصرفاتهم ولكنهم هم بدون تلك التصرفات لا أكرههم أبدا...

وأدركت وقتها أن حربي ليست مع بشر ولا مع لحم ودم، إنما هي حرب مع جنود الشر الروحية التي سيطرت عليهم، هي حرب روحية بيننا وبين إبليس أستخدمهم فيها (ليحطمني)، وأن كل ظالم إنما هو فريسة في يد شيطانه، يستخدمه ويوجهه بظُلمة فِكِرة.

وأدركت أنني ينبغى أن أدعو... نعم أدعو... لكل أسير مقيد بقيود الشر أن يفلت من يد إبليس.

أدركت أني أنام وقد أنعم الله عليّ بالحرية (مرات عديدة داخلية فقط)، إذ أبيت مطمئنة أن الله معي، وظالمي فاقد سلامه الداخلى.

عند هذه الحقيقة... أشفقت...

أشفقت على من أساءوا إلي أكثر من غضبي منهم.

حزنت عليهم أكثر من حزني منهم.

وبعدها وجدتني أردد في نفسي

اللهم حل ربطهم التي تقيدهم لفعل هذا الشر، اللهم أنر بصيرتهم ليعرفوا معنى التسامح والحب، اللهم أشرق بنورك في ظلمة فكرهم وقلوبهم.

لأنني قد تيقنت أن علي أن أخطوا خطوة أصعب من اللوم... إلا وهي أن...

ادعوا لهم لله في هذه الأيام المباركة أن يطلقهم أحرارا من قيود الشر..

إكرهيْ الخطأ... وإشفِقي على الخاطيء.

الحب, التسامح, الشر, الغفران, الحرية, الصوم, رمضان, الطّهارة

  • عدد الزيارات: 2911