المسؤولية
هي ضمير المجتمع... المسؤولية شعور نبيل ملزم، ومطلب أساسي لكل شرائح المجتمع، من قاع المجتمع لأعلى مستوياته دون إستثناء.
المسؤولية هي الإيقاع الذي يضبط كل الفعاليات والأحداث والتحركات، بل هو ضمير المجتمع، هو نمط حياة واتجاه قلب. لكن هناك من يكون حس المسؤولية لديهم عالٍ إذ يحملون على عاتقهم أعباء المجتمع ورقيه. وهناك من يكون الشعور بالمسؤولية عندهم مُتدنٍ فيكونوا لا مبالين مستهترين تظللهم الأنانية [ أنا أو لا أحد] .
يعيش الناس في المجتمع بتناغم إذا حفظ كلٌ منهم موقعه، وسعى تحت طائلة المسؤولية الأدبية أو الأخلاقية أو الإجتماعية أن يرفع شأن هذا المجتمع الذي يعيش به.
إذاً لنبدأ بأصغر خلية مكونة بهذا المجتمع وهي الأسرة
مسؤلية الأم إن لم تحمل على عاتقها مسؤولية السهر على راحة هذا البيت وتربية الأولاد والإرتقاء بهم لأسمى المستويات،
مسؤلية الأب كذلك الأب إذا كان مستهتراً فكان كل هذا البيت خرابُ لأنه هو دينامو البيت محوره وعموده وهو القدوة والمثل الأعلى، فإذا تصدع هذا العمود إهتز الأساس الذي تُبنى عليه الفضائل الحميدة تجاه الأهل والمدرسة والمجتمع.
مسؤلية الأولاد كذلك الأولاد على عاتقهم مسؤولية التحصيل العلمي والأخلاقي إذ أنهم أحجار حية يُبنى عليها كيان المجتمع بأدائهم الجيد المسؤول.
مسؤلية الأساتذة، المربون، القادة والإداريون إن لم يتمتعوا بحس المسؤولية تجاه هذه المؤسسات، أمدارس هي أو مؤسسات، أو شركات، أو جامعات أو مصارف كلها مرتبطة بخيوط مخفية بكل كوادرها ومنوطٌ بها وعلى عاتقهم نجاحها وفشلها.
مسؤولية القادة في المجتمع مطلب الإستقامة مطلب أساسي ومسؤولية على عاتق من هم في منصب قيادي أو ريادي. القيادة والإدارة والتلمذة كلها مسؤوليات غلى أكتاف من يحملوها.
اللسان: ضبط اللسان مسؤولية صاحبه هو وزير الخارجية المسؤول عن العلاقات هو سفير الداخل للعالم الخارجي، الذي به نرفع ونبني وبه نهدم ونحطم من حولنا، هو عضو صغير لكنه قنبلة موقوتة وحين تنفجر تدمر عالماً بأسره
الوكالة مسؤولية أساسية أن أكون أميناً على الوكالة التي أأتُمنتُ عليها إذ لا أمتلك ما أتُمنت عليه لكني مسؤول عن صيانة ما أوكل إلي.
الجسد ملكٌ للرب والإنسان مسؤولٌ على صيانته، بما فيه العين: الإنسان مسؤولٌ عما تتابعه العيون علي شاشة التلفاز والإنترنت، بما فيه الآذان ننتبه لما نسمع فلا نسمح لآذاننا أن تكون مكباً لنفايات الآخرين، مسؤوليتي أن لا أسمح لأحد أن يتكلم كلاماً غير مسؤول أنا مسؤولة أن أدرب أذني ألا تسمع ما يثير إشمئزازها.
المال: هو عامل أساسي للعيش بكرامة، لا نبذره بأمور تافهة وليست ضرورية، أعيش به عيشاً كريماً وأساعد الآخرين ولا أكون أنانية. الوقت أستثمره وأوظفه للبنيان، وأستفيد من كل ساعة من ال24 ساعة التي حبانا الله ومن نعم الله علينا أنه أعطي الفقير والغني هذه ال24 ساعة لكن مسؤوليي أن أستثمرها صح وليس بالامبالاة
في عالم الشرطة والجيش والريادة والقيادة، كلهم ملزمون وتحت طائلة المسؤولية بحماية الوطن والمواطنين ومؤسسات الدولة والمساواة والعدل وتوزيع الوظائف بلا محسوبية كي ينعم الجميع كباراً وصغاراً بما هو حق لهم وليس منةٍ من أحد، كذلك الأمن والأمان والعيش الكريم والإكتفاء وعدم العوز، مسؤولية من حملوا الرتب على أكتافهم وصدورهم ليقوموا بواجباتهم تجاه كل من حمل هذه الهوية وانتمى لهذا الوطن
الإدانة: لا أدين الآخرين: كل إنسان مسؤول عن إصلاح نفسه فإذا أصلح كلٌ منا ذاته غدا المجتمع مزدهراً متناغماً يسوده السلام. أنظر من خلال زجاج نفسي النظيف لأرى العالم كله نظيفاً وإذا كان زجاجي قذراً سأرى قذارةً قد تكون وقد لاتكون.
والأهم مسؤولية الكلمة مسؤولية مقدسة. أحافظ على مخارج الكلمات والألفاظ لتخرج محافظةً على آداب الحوار والحد الأدنى من أسس التواصل البناء.
مسؤلية رجال الدين... ومن يعظ الناس... لالالا تُجيش الناس ضد بعضها أعطوا مكاناً للسلام مسؤوليتكم صنع السلام لا زرع الفتنة والخصام وتجييش الكل على الكل صناع القرار مسؤولون عن قراراتهم ونتائج قراراتهم أكانت سلبية أم إيجابية.
لنكتشف ونطور القائد المسؤول بداخلنا ونكون على مستوي المسؤولية التي وُضعت على عاتقنا، ولنسر بهذا العمل الدؤوب تحقيق الهدف الذي وجدنا لأجله وهو مسؤولية النجاح بكل ما أُنيط بنا من مهام.
أخيراً لنجمع كل هذه المسؤوليات إلي وُزعت على شرائح المجتمع ولنضعها على طبقٍ ذهبيٍ، ونضعها أمام الرئيس الأعلى للقوات المسلحة الأرضية، والرئيس الأعلى للقوات السماوية قائلين: عليكما أنتما مسؤولية ضبط وحماية كافة هذه المؤسسات. وعلينا نحن تنفيذ الأوامر والعمل الدؤوب لإنجاح العمل ورفع الوطن ليكون جنة مزهرة، أرضه مفروشة وروداً، وأصوات تغريد العصافير سيمفونية تُطرب السامعين. إذا تحقق هذا فيا نعم المكان ويا نعم من سكن المكان.
المجتمع, المسؤولية, الأم, الأب, الأسرة, الأخلاق, قلب, الضمير
- عدد الزيارات: 2786