كمال وجودي
من أغرب الطرق التي قرأتها في حياتي عن عقوبة إعدام القاتل، هي أن يُربط القاتل بجثة المقتول ويتركا هكذا حتى يتعفن المقتول
والقاتل معاً.
حين قرأت تلك العقوبة شعرت بأنها أغرب وأبشع عقوبة على الاطلاق...
لكن الأغرب أن يختار شخص الموت بإرادته فيربط نفسه بميت، راغبا الإلتصاق به وعدم فراقه حتى بعد موته وتعفنه.
هذا ما حدث في قصة حب أسمتها الصحافة والإعلام... مؤخرا... بأسماء أبطالها،
"قصة كمال وزوجته جودي"،
قصة الزوج العاشق الذي رحلت عنه زوجته بعد عِشرة ما يقرب من 40 سنة، قبل أن يفصلهما موتها، فاحتضن جثمانها خمسة أيام دون طعام أو شراب لعل الموت يدركه ويلحقه بحبيبته.
لم يكن يعلم أهالي سوق التوفيقية بمصر بما حدث للزوجين العاشقين إلا حين فاحت وإنتشرت رائحة عفونة من الشقة، مما إضطر البواب لإبلاغ الشرطة وبعد عدة محاولات لطرق الباب إضطرت الشرطة لإقتحام الشقة، فكانت "جودي" متكئة على عمود السرير الخشبي، وقدماها تلامسان الأرض، فيما يحتضنها زوجها كمال وعيونه تذرف دمعًا، وكان قد إمتنع عن الطعام منذ خمسة أيام، وحينما رآى الشرطة أخذ يصرخ فيهم "أرجوكم إدفنوني معها ".
سمعنا كثيرا عبارة "بحبك موت" ولكن هناك قصص تفسر لنا معنى الحب الذي يفوق حب الحياة.
كل فتاة تقرأ هذه القصة تتمنى لو كانت "جودي" وتحصل على تلك المحبة،
فكم نشتاق لمن يحبنا إلى الأبد،
ونتوق لمن يحبنا حتى المنتهى،
أو كما يسمونه "يحبنا موت"
فيُحيينا حبه، ذلك الحب المُحيي الذي لم ولن نشعر به إلا من الله الذي منحنا إياه، وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي ِللهِ فِينَا...
الموت, الله, الحياة, الحب, القصة, الكمال
- عدد الزيارات: 8606