العيد وبيت العائلة
قدوم الأعياد علينا هي فرصة للتواصل مع من شغلتنا عنهم دوامة الحياة، لقد أوصت كل الأديان بتلك المودة وهذا التواصل. ولا يقتصر هذا على الذين يتبادلون المودة، ويقابلون الإحسان بالإحسان، بل يتعدى ذلك إلى الذين لا يتعاملون بالمثل ويقابلون الإحسان بالإساءة.
بيت العائلة هو بيت الحب ودفء المشاعر، بيت الأمان والطفولة، بيت يجمعنا كلنا أخوة وأهل وأسرة، تربينا وعشنا فيه كلنا أجمل أيام طفولتنا وشبابنا، لكن مشاغل الحياة أحيانا تأخذنا إلى طرق كثيرة فنبتعد شيئاً فشيئاً عن بيت العائلة، ندرس ونعمل بحثاً عن الأمان والإستقرار، لكننا أحيانا ننسى الأمان الأول حتى أننا مع الوقت أصبحنا نفتقد هذا المعنى الدافيء الذي كنا نحيا أمانه ودفئه في بيت العائلة.
ولعل بيت العائلة بالمنظور الأوسع هو الوطن، وهو البلد التي ننتمي إليه، بيت العائلة هو وجودنا كإخوة مهما إختلفت جنسياتنا ومعتقداتنا، والعيد هو أن نفرح ونسعد بمن حولنا من أهل، رفقاء وطن، أخوة في الإنسانية، ولعل جميعنا نتذكر "العيدية" التي كنا نأخذها من الأهل والأصدقاء فنملأ المكان بالفرحة والضحكات التي تسعدنا وتسعد من حولنا، فهل إشتقت إلى تلك العيدية؟
مهما كان عمرنا أو مكاننا (خاصة بهذه الأيام التي شردت الآف من وطنها... وبيت العائلة المألوف) نستطيع أن نستعيد جزء من هذا الإحساس... ونزرع تلك الفرحة... ليس بالضرورة بالمال... ولكن ربما بالذي نستطيع أن نتقدم به من معايدة رقيقة نقدمها لمن حولنا، أو بافتقاد شخص متقدم في السن وليس له معيل، أو بإدخال البهجة إلى قلب يتيم أو محروم... أو من هم أسوأ حال منا... ولتكن قلوبنا مملؤة بالشكر...
السعادة, الحب, الاحسان, العائلة, العيد
- عدد الزيارات: 3807