Skip to main content

بين المواريث الثقافية والدين

إنها قصة "فرزانة الباكستانية ". تلك الفتاة ذات الخمسة والعشرون ربيعاً والتي كانت مخطوبة لإبن عمها، ولكنها لم تكن تحبه، بل تعلق قلبها بحُب "إقبال" الذي لم توافق عليه عائلتها.

إنها قصة "فرزانة الباكستانية ".

تلك الفتاة ذات الخمسة والعشرون ربيعاً والتي كانت مخطوبة لإبن عمها، ولكنها لم تكن تحبه، بل تعلق قلبها بحُب "إقبال" الذي لم توافق عليه عائلتها.

مارست "فرزانة" حقها الذي كفله لها القانون والشرع في أن تختار شريك حياتها، ولكن أبت مخالب العادات القهرية للفتاة أن تمنحها هذا الحق.

بدأت أحداث القصة كما روتها الفضائيات وجمعيات حقوق الإنسان

حين أعلنت الشرطة أن امرأة عمرها 25 عاما وحامل في شهرها الثالث، قد رُجمت حتى الموت على أيدي أفراد من عائلتها خارج إحدى المحاكم العليا في باكستان فيما يعرف بجرائم القتل من أجل "الشرف" لأنها تزوجت الرجل الذي أحبته.

وقال ضابط الشرطة إن فرزانة كانت تنتظر حتى تفتح المحكمة العليا في مدينة لاهور بشرق باكستان أبوابها، لتشهد أمام المحكمة أنها تزوجت بكامل إرادتها وليست مخطوفة من قِبل زوجها حيث أن عائلتها إتهمت زوجها بخطفها لكن فرزانة جاءت إلى المحكمة لتبلغها بأنها تزوجت الرجل بإرادتها الحرة...

حينها بدأت مجموعة من نحو 12 رجلا مهاجمتها بالحجارة، والمؤسف أن من بين من هاجموها والدها واثنان من إخوتها وخطيبها السابق الذي هو إبن عمها.

وأضاف ضابط الشرطة: أن جميع المشتبه بهم فروا ما عدا والد المرأة الذي إعترف بقتل ابنته وبرر ذلك بأنه أمر يتعلق بالشرف". وزين له الشيطان سوء عمله"

ومن المهم أن نذكر هنا أن فرزانة لم تزني، بل تزوجت.

لم تُخطيء، بل مارست حقها.

إنتهت قصتنا... وإنتهت معها حياة فرزانة...

وإختلط الجهل بالتعصب ليخرجا لفرزانة وإبنها وحوش من بينهم أسرتها. هل قتلها الجهل والمواريث الثقافية الباليه، أم الظلم؟

أعتقد أن فرزانة كانت شهيدة الجهل.

ما ذنبها؟... وما ذنب إبنها؟...  

.مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا

ولعلنا نود أن نقارن بين فرزانة التي تزوجت فرُجمت وهي حامل وبين "المرأة الغامدية" التي جاءت تعترف للنبي بزناها وتطلب إقامة حد الزنا عليها وكانت حاملا، فقال لها النبي "انتظري حتى تضعي" فجاءته بعدما وضعت فقال لها "انتظري حتى ترضعيه..."

إن كانت هذه معاملة من زنت... فلماذا رُجمت فرزانة التي تزوجت؟!

إن القتل من أبشع الجرائم التي حرمتها كل الأديان والشرائع والقوانين، وأوصتنا كل الكتب بعدم القتل.

الحياة والكرامة، وحرية المرأة في إختيار شريك حياتها أمور وهبها لنا خالق الحياة وربها.

فهل من العدل أن نـَسـلب أحد حقه فيما وهبه الله...!

كانت فرزانة الحامل المغدورة من أهلها... وأيضا مريم السودانية الحامل والمحكوم عليها بالجلد والإعدام  و و و.

"ولاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ"

فإن الإرتقاء بالفكر والعمل به يغنينا عن القصاص... "...لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم"

إقرأي المزيد: علم الجهل

الظلم, الثقافة, الحرية, القتل, فرزانة, مريم السودانية, الرجم, الأديان, بين المواريث الثقافية والدين

  • عدد الزيارات: 2384