Skip to main content
ألم الوداع

ألم الوداع

ما يمكنك فعله فقط هو أن تتعاملي مع هذه المشاعر بقبولها... والاعتراف بأنّ تأثيرها عليك طبيعي...

كيف تقولين وداعًا لشخص تحبيه، وهو لا يبدو أنّه يهتم إن كنت موجودة أم لا؟

كيف تقولين وداعًا لذلك الشخص، عندما لا يُقدّر أو يبادل مشاعر الحزن لديكِ؟

كيف تقولين وداعًا لشخص تحبيه بصدق... بينما في داخلكِ صراع بين رغبتك في البقاء معه... أو الرحيل عنه؟ 

كلّنا نختبر الحزن بأشكال مختلفة، ومن خلال سلسلة من "الوداعات" 

مكان عشتِ فيه وأحببته، وحان وقت مغادرته… 

مكان عملتِ فيه لسنوات طويلة… 

شخص أو أحد أحبّ الناس إلى قلبكِ يرحل فجأة عن هذه الأرض… 

شخص تحبيه يسلك طريقًا خاطئًا، وأنت تشاهديه يتّجه نحو الهلاك… 

علاقة كان لا بد أن تنتهي لأن طرفًا واحدًا لم يكن يبذل جهدًا أو لم يكن مُراعياً… 

عقل رائع وروح جميلة يُصيبها فجأة مرض الزهايمر… 

وعندما تنظري في عيني شخص تعرفين أنّه يحتضر، تدركي بوضوح حجم الألم الذي تحمليه بداخلكِ... 

إنّه الألم… ألم العلاقات المفقودة 

الألم الذي تثيره أحداث صادمة لم تتوقّعيها، أو لم تظني يومًا أنّكِ ستعيشينها. 

ومع ذلك، جاءت بها الحياة... ولم يكن أمامكِ خيار سوى أن تتحمّلي تلك المشاعر غير المرغوبة وما يصاحبها... فأنتِ لا تُعطي خيارًا عمّا إذا كنتِ تريدين أن يحدث هذا أم لا، وما يمكنك فعله فقط هو أن تتعاملي مع هذه المشاعر بقبولها، والاعتراف بأنّ تأثيرها عليك طبيعي ومرحلة لا مفر منها. هذه المرحلة تُسمّى الحزن (الفقد). 

الحزن… يمكنكِ أن تحاولي كبته... لكنّك حينها ستضعين قناعًا زائفًا، فيما يبقى الأثر داخلكِ حاضرًا لا يمكن إنكاره. 

الحزن… لن يجعلنا ننسى ما حدث، ولن يُقلّل من حجم الألم الذي نعيشه. إنّ الحزن هو قبول الجراح، ومعرفة أنّها ستأخذ وقتًا طويلًا لتُشفى. 

الحزن ليس "التجاوز" عن أمرٍ ما أو شخص ما... بل هو العبور من خلال التجربة، ويكون العبور أسهل بكثير مع الآخرين من أن تخوضه وحدك. 

الحزن هو قبول الخسارة! 

كل ما نحتاجه في تلك اللحظات هو وجود الذين يحبوننا إلى جانبنا… 

الألم يخبرنا أنّنا لسنا وحدنا، وأنّ شيئًا في أعماقنا يشتاق للعلاقات، ليس فقط مع من حولنا، بل مع الله نفسه. 

"الوداع" و"الحزن" يعنيان… أن فصلًا من حياتنا انتهى، وفصلًا جديدًا قد بدأ... 

الروح, المشاعر, الألم, العلاقات, القبول, الفصل, الرحيل, الوداع

  • عدد الزيارات: 466