
عندما يصقلني الألم!!
الألم هو مثل النار التي تصهر الذهب، تصقله وتطلّع أجمل ما فيه.....
هل مرّيتِ بلحظات وجعٍ... خيبةٍ من شخصٍ وثقتِ فيه، أو فشلٍ من شيء حلمتِ فيه....
هل شعرتِ بالضياع وسط كل الضغوط والتوقعات....
الألم ليس غريبًا عن أي واحدة فينا.... ولكن الفرق هو كيف نتعامل معه...
لماذا الألم في الحياة؟
الألم هو مثل النار التي تصهر الذهب، تصقله وتطلّع أجمل ما فيه.... في كل مرة نتألّم، نكتشف جوانب أقوى فينا ما كنّا نعرف أنها موجودة....
فالألم لا يميِّز بين غنيّ وفقير وبين متعلّم وجاهل.... ولا بين جميل وقبيح....
فليس أحدٌ فينا لا يتألّم وينكسر...
عندما تنخذلين من صديقة كنتِ تعتبرينها أخت.... الألم يعلّمك أن تفرّقي بين التي تحبك بصدق وبين التي هي معكِ لمصلحة.... تصيرين أكثر وعي، وأقل اندفاع، وتقدّرين العلاقات الحقيقية أكثر....
عندما تمرّين بفترة صعبة، تتعلمين أن تهتمي بنفسك أكثر، وتفهمين أهمية الراحة والصحة النفسية، وتعرفين إنك لا تحتاجين أن تكوني قوية طوال الوقت… الضعف أحيانًا هو الخطوة الأولى للتعافي...
عندما تفقدين شخص تحبينه... يكسرك... ولكن بعد فترة تشعرين إنك أقوى مما كنتِ تتوقعين.... تتعلّمين أن الحياة تمضي وإن بعد انتظار.... وأنك تقدّرين اللحظات الصغيرة أكثر، وتصيرين إنسانة أعمق وأنضج...
عندما تتعرّضين للرفض من أحد، سواء في العمل أو في علاقة ما، تشعرين أنك "غير كافية" وغير مقدَّرة لكل ما تقومينَ به من مجهود… ولكنَّك سرعان ما تكتشفين إنك لستِ بحاجةٍ لأحد أن يثبت لك قيمتكِ....
يأتي الألم مرارًا وتكرارًا إلى حياتنا.... ليعلّمنا الصبر وأن نحب أنفسنا ونقبلها كما أحبنا وقبلنا الله ...
حين تشعرينَ أن قلبكِ لم يعد يحتمل..... أنّه تعبَ من كثرة الآلام والهموم....
إرفعيه مثل فنجانكِ المفضَّل الذي انكسر... وضعيه بين يدي الله.... ولا تخافي...
وتذكَّري بأنّ الله لا يستخفّ بالقلوب المكسورة ... بل يقترب منها أكثر، يحنو عليها، ويهمس في عمقها:
"قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَكِ، سَمِعْتُ صَلاَتَكِ."
قد لا يأتي الشفاء بلحظة ... لكنه يبدأ من الوقت التي تسلّمينه فيها كلّ ما فيكِ...
فهل تدعين الألم يقسّيكِ ويحجِّر قلبكِ ؟.... أم تتفاعلي معه ليغيّركِ نحو الأفضل؟
الصبر, القيم, الوعي, الألم, الشفاء, الخيبة , الإندفاع, الوجع
- عدد الزيارات: 133