المواقف خير دليل

بقينا في زمن الكل سبّاق بالكلام ولكن الكثيرون منّا يفشلون في إظهار محبتهم واحترامهم للآخر بالأفعال..... كيف أُثبت صدق مشاعري وصفاء نواياي تجاه من أحب تحديداً ومن حولي عموماً؟

هناك وحدة قياس لكل شيء في الحياة، للطول مقياس وللوزن مقياس، العرض، درجة حرارة الجسم.... والقياس ذو أهمية كبيرة في عالم الطب والفيزياء والظواهر الطبيعية. 

فإذا كنا علميًا وطبيًّا نهتم بأن نعرف كيف يسير هذا العالم من حولنا... فكم بالأحرى انسانياً وبشرياً.... كيف نقيس علاقاتنا مع الآخرين وعلى أي أساس هي مبنية؟  

عندما نعاشر الناس تكشف لنا الأيام والسنين عن مدى محبّتهم لنا من خلال مواقف معينة نمرّ بها.... فالشخص الذي يقول بأنه يحبك ويريد مساعدتك ولكن عندما تقع في مشكلة معينة تراه يتهرَّب وغير موجود.... هذا لا يستحق ثقتك ومحبتك.... 

المواقف تكشف الناس على حقيقتهم، وتكشف معادنهم.... فهي كفيلة بأن تظهر ما وراء القناع.... فلولا الظروف السيئة في بعض الأحيان لبقينا نظنّ أن جميع من حولنا سند ودعم في كل الأوقات.... ولكن للأسف الحقيقة غير الواقع. 

نحن كبشر نميل لعاطفتنا أكثر من عقلنا، فنصدِّق كل كلام، وننجرّ وراء كل وعد.... فلنحاول بمعونة الله ان لا ندخل كثيراً في نوايا الآخرين بل نمنح فرصة للمواقف أن توضح لنا ذلك....! 

في المواقف والأوقات الصعبة نستطيع أن نلمس المحبة والودّ والصداقة الحقيقية...

فمتصنّع الودّ تفضحه الشدائد... 

ومتصنّع الأخلاق تفضحه الخصومات... 

متصنّع المحبة تفضحه المصلحة...

الكلام سهل والكل يتظاهر بالود.... ولكن المواقف هي الإثبات الوحيد...

وحدة قياس الغلاوة.... المواقف 

وحدة قياس الصدق.... المواقف  

وحدة قياس الحب.... المواقف  

وحدة قياس الإنسان.... مواقفه  

سأضع ثقتي الأولى والأخيرة بالله الذي لا يدعني مجروحة بل يضمِّد لي جراحي التي تمرّ عليها المواقف والظروف الصعبة ويبلسمها.... فهو خالقي ويستحق محبتي الكاملة له.... سأنتظر منه وحده الخير والفرح والسلام.... وأضعه الأول في حياتي... في مكانه الحقيقي! وهو قادر أن يملأ كل عالمي ببركاتِه وجودِه..