Skip to main content
كيف نتعامل مع الإستحقاق (2)

كيف نتعامل مع الإستحقاق (2)

هل تعيشين مع شخص يملك شعور الإستحقاق؟!؟! ماذا يمكنك أن تفعلي حيال ذلك؟!؟! كيف تضعين الخطوط الحمراء الّتي تحميك من ناحية وتجنّبك أذيّة الشّخص الآخر؟!؟!

لهذا الهدف، يمكننا أن نتّبع خمس خطوات في التّعامل مع الشّخص ذات الشّعور بالإستحقاق...  

كما رأينا في المقالات السّابقة، هذه الحال بحدّ ذاتها هي تحدٍّ لمعرفة سبب امتلاك الشّخص لهذا الشّعور.. سواء كان هذا الشّخص صديقًا.. زميلًا في العمل.. أو شريك حياة... وبالطّبع، ندرك الآن أنّ هذه الحال ليست مصدر سعادة للعلاقات أبدًا... ببساطة، لأنّ التّوازن والمساواة في العلاقة هو أمر أساسيّ... لكنّ الأشخاص مع شعور الإستحقاق، يرون أنفسهم أوّلًا.. ويعتبرون أنّهم متفوّقون على الغير.. وأعلى مرتبة منهم.. ومستحقّون للأشياء أكثر من غيرهم.. لذلك، فهم يضعون أنفسهم أوّلًا في أجندة العلاقات...  

والسّؤال هو... كيف لنا نوقف هذا الجنون؟!؟! إليك بعض الأفكار.. آمل أن تساعد.. بالطّبع ستحتاجين بعض الوقت وبعض التّدريب حتّى تأتي بنتيجة.. لكن في النّهاية، مع الإستمرار والمثابرة.. سيتغيّر الوضع وستتمكّنين من وضع الخطوط الحمراء للحفاظ على صحّتك النّفسيّة والفكريّة...  

فكّري أنّه ليس عليك إتمام كلّ رغباتهم... تمسّكي بالحدود والنّظام... لأنّ الإنسان "المستحقّ" يتوقّع منك أن تكوني جاهزة لتلبية مطالبه في أيّ وقت سألك ذلك.. لذا اعتذري.. وقولي "لا"... ربّما الأولاد يتوقّعون أن يرثوا كلّ ما تملكين.. أو أن يتصرّفوا بكلّ ما تملكين... وربّما هذا يجعلهم مرتاحين.. فيهملون العمل الجدّيّ.. أو لا يتعلّمون كيف يدّخرون للمستقبل... وهنا، مهمّتك أنت تكمن في تعليمهم ماذا سيحصل في المستقبل إن لم يخطّطوا جيّدًا.. ويعملوا على تأمين ما يحتاجون.. ربّما يستغرق هذا وقتًا حتّى يدركوا أنّه لديك حياتك أنت.. وأنّك ملتزمة بأمور كثيرة... أيضًا، ربّما زوجك يتوقّع منك أن تكوني الشّخص الّذي يجعل السّعادة دائمة في المنزل والعلاقة بينكما... وهنا مهمّتك تكمن في إيصال الفكرة إليه بأنّك لست المسؤولة عن الشّعور الّذي يحمله في داخله... لذا، اتركي توقّعاتهم حيث هي... ولا تجهدي نفسك في إتمامها كاملة...  

في كلّ مرّة يترك أحدهم رغبات على كاهلك كي تلبّيها.. أؤكّد لك.. ليس عليك أن تحملي حملها... دعيها في مكانها... وأوضحي وجهة نظرك.. بلطف ومحبّة.. دون إلقاء اللّوم أو العتب.. دون الإنتقاد أو التّذمّر...  

أفضل طريقة للقيام بهذا هو "التّمنّي"... مثلًا أن تقولي: أتمنّى لو أستطيع أن أقوم بهذا أو ذاك.. لكنّني مرتبطة بموعد آخر.. أو ملتزمة بأمر ما.. أو أن تقولي: في المرّة القادمة أتمنّى لو تخبرني بالأمر في وقت مبكر، لأتمكّن من ترتيب جدولي وبرنامج عملي... وفي هذا، طبعًا، الأفضل أن تجعلي الشّخص الآخر يدرك أنّك قد أصغيت لطلبه.. فإصغاؤك قد يخفّف من حدّة التّوتّر عندما لا تنجزين ما طلبه...  

في الخطوة التّالية، عليك أن تحرصي على معاملة الجميع بالتّساوي... فلا تساومي على قواعدك.. ولا تقومي باستثناءات لأيّ شخص.. لماذا؟!؟! لأنّ قيامك باستثناءات يصبح كطعم لنار.. فتغذّين الفكرة لدى الشّخص الآخر بأنّه متميّز.. وبأنّه متفوّق.. يحصل على شيء دون غيره... وأيضًا.. ذيول الإستثناءات يترك في الآخرين شعور الإستياء والإنزعاج...  

من ناحية أخرى، أمر جيّد أن تظهري بعض التّعاطف مع شخص "مستحق"... رغم أنّه في بعض الأحيان يشعرك بالغضب في داخلك... هذا لا يعني أنّ من حقّه أن يعاملك بازدراء، لأنّ هذا التّصرّف يخفي وراءه شعورًا بعدم الكفاءة لدى ذلك الشّخص... وهنا، مهمّ جدًّا أن تأخذي بعين الإعتبار طبيعة حياته وعلاقاته.. فمهما كانت جميلة في ظاهرها، هي تخفي تعاسة في داخله...  

عندما تدركين أنّك لست المسؤولة عن تغيير شخصيّة الآخر، تتمكّنين من التّمسّك بحدودك بتهذيب.. وبالتّالي تقدرين على تشكيل تصرّفاته وتغييرها تجاهك...  

أن تشركي الشّخص "المستحق" في ما يحدث هو أمر إيجابيّ جدًّا... هو في الحقيقة شخص يحمل شعورًا بعدم الكفاءة في عمقه... وفي حال إبعاده عن المشاركة في الحياة الإجتماعيّة في أوجهها المتعدّدة، فبذلك نغذّي فيه الشّعور بأنّه يستحقّ الحصول على كلّ ما يريد ويتمنّى.. لأنّ الشّخص المنبوذ، يحاول كلّ ما بوسعه للتّعويض.. ولجعل نفسه يبدو ذات أهمّيّة في المجتمع... لأنّ كبرياءهم قد انخدش.. في هذا الوضع، يمكنك المساعدة بكلّ بساطة حين تتصرّفين بلطف وتشركيهم في ما يجري، طالما هذا الأمر لا يؤثّر سلبًا ومباشرة عليك... هكذا تمنحين هذا الشّخص فرصة أن يكتشف بأنّه يستطيع إبراز قدراته دون خطر المنافسة مع الآخرين...  

أخيرًا... تذكّري أنّه يمكنك فعل الكثير... لا تقدرين على تغيير الأشخاص، هذه مسؤوليّتهم.. إنّما بتصرّفاتك أنت تقدرين على مساعدتهم وعلى حماية نفسك في نفس الوقت.. من خلال وضع الحدود.. التّعاطف واللّطف... هذه إحدى المرّات القليلة في الحياة حيث يأتي "العقاب الصّامت" بنتيجة إيجابيّة...  

قال مالكولم فوربس مرّة: "من السّهل أن تحكم على شخص ما من خلال تعامله مع أشخاص لا يمكنهم الرّدّ عليه"...  

الهدف من التّعامل مع الآخرين بلطف واحترام ليس أن نشعر بأنّنا أفضل ممّن يظنّون أنهم مستحقّين... بل حتّى نجعل طعم أيّامنا أفضل... وما الأجمل في اللّطف والإحترام، أنّهما ما يجلبان لنا إعجاب، تقدير ومحبّة الآخرين... 

الفرح, التصرف, الأنانية, الكبرياء, المشاركة, النرجسية, التعاطف مع الآخرين, الاكتفاء, الشكر والامتنان, محبة الذات الصادقة, قوة الارادة, التعامل مع الاستحقاق, المساومة

  • عدد الزيارات: 37