Skip to main content
الغيرة والحسد

الغيرة والحسد

لماذا لا نشعر بالفرح عندما ينجح الأشخاص من حولنا؟!؟! وأيّ طعم من الغيرة والحسد نتذوّق في نفوسنا؟!؟!

لنرجع خطوة إلى الوراء.. ونسأل: ما هو مفهوم الحسد أو الغيرة الشّديدة؟!؟! أو، ما المواقف الّتي نشعر بها بالغيرة؟!؟ّ

كلّنا ندرك هذا الشّعور... في عدّة مواقف أو ظروف...

عندما تحصل زميلتي في العمل على ترقية... أشعر بالغيرة...

عندما تحقّق إحدى السّيدات من معارفي إنجازًا أو نجاحًا ما... أشعر بالغيرة...  

عندما تبدّل إحدى صديقاتي منزلها، وتنتقل للعيش في منزل أكبر وأجمل... أشعر بالغيرة...  

عندما يكون راتب أحد أقاربي أعلى من راتبي... أشعر بالغيرة...  

وبدل من أن أفرح لأجلهم... تراني أشعر في قرارة نفسي بالإحباط تجاه حالتي.. وبالغضب تجاه الآخرين... وربّما يصل الحدّ بي إلى أمنية خفيّة في نفسي بأن أراهم يفشلون...  

طبعًا، أشعر بالإحراج في أن أكلّم أصدقائي عن مشاعر الغيرة الّتي تجتاحني... لا يمكن ان أعترف بهذه المشاعر بلساني.. وبالتّأكيد، لا يمكنني أن أعرف الهدف من هذه المشاعر... فقد تعلّمت منذ صغري أنّه ليس صحيحًا أن أشعر هكذا تجاه الآخرين... وأدفن فيّ هذه المشاعر.. وتأخذ بدورها تنهش داخلي...  

ويفكّر ذهني الغيور بهذه الخواطر...  

هي لا تستحقّ هذه التّرقية... أو هذا المنزل.. أو هذه الفرصة الّتي سنحت أمامها...  

هي تعتبر نفسها أعلى منّي شأنًا... وتتصرّف على أنّها كذلك...  

لا أحتمل أن أتواجد معها في نفس المكان... أتمنّى لو أنّها تخسر ما حصلت عليه...  

وعن نفسي... أفكّر..  

هل هذه الأفكار والمشاعر تعكس مكانتي المتدنّية؟!؟! لا أقدر على التّقدّم، فأنا كلّما حاولت أن أمضي قدمًا، أعود وأتراجع... سيظنّ النّاس أنّي فاشلة... وهنا يكبر فيّ الشّعور بالذّنب.. وأسأل نفسي: أي نوع من البشر أنا إذ لا أتمنّى النّجاح لغيري؟!؟!  

 

عزيزتي...  

أنت شخص طبيعيّ... أؤكّد لك أنّ الغيرة والحسد موجودان في نفس كلّ إنسان على وجه الأرض... نحن أشخاص غيورون... كما أنّنا المعادلة الّتي نؤمن بها هي معادلة تحصيل الصّفر.. أي، نحسب الوضع كما يلي: إن نجح سواي يعني فشلت أنا...  

إسمحي لي أن أقول لك: بالرّغم من أن الكثيرون مقتنعون بهذه المعادلة... إنّما هذه ليست حال الحياة... فكلّ شخص يأخذ نصيبه فيها.. ويحصل على ما يسعى من أجله... دون النّظر إلى ما حوله... عندما نضع هدفًا أمامنا، علينا أن ندرّب أنفسنا بألّا نشيح النّظر عنه.. كي لا تتشتّت أفكارنا.. وكي لا تثبط عزيمتنا في سعينا نحو الهدف...  

أمر آخر أقوله لك.. عندما يمتلىء قلبنا بمحبّة الله.. تفيض هذه المحبة.. وتمحو معها كلّ شعور بالحسد والغيرة.. حين تكبر في داخلك محبّة الله، ينبع منك حبّ واحترام لجهود الآخرين ونجاحاتهم.. وتجدين نفسك تفرحين لفرحهم وتشجّعينهم للوصول إلى ما يطمحون...  

 

وإن فكّرنا من النّاحية الإجتماعيّة.. تخيّلي معي...  

كلّ منّا يسير حياته على خطّ خاص به... ماذا يحصل إن تشابكت الخطوط؟!؟! يصبح المجتمع كما نقول باللّغة العامّيّة "هجوجًا ومجوجًا"... أي فوضى بداخل فوضى... ولكن، إن مشينا درب الحياة بموازاة... نكبر كلّنا معًا.. جنبًا إلى جنب.. حين ينجح أحدنا، نشجّعه.. محتذين مثله في التّصميم والمثابرة... وأما حين يتعب أحدنا، يرى من بجانبه يمسك بيده ويساعده حتّى يكمل المسير، بدل أن يدوس عليه ويمضي حتّى يسبقه...  

الحياة ليست منافسة.. هي رحلة، شئنا أم أبينا.. نمشيها معًا... 

النجاح, الغضب, التشجيع, الهدف, الفشل, التصميم, الحسد, الغيرة, المثابرة , تحقيق الهدف, رحلة الحياة, معادلة الحياة

  • عدد الزيارات: 456