Skip to main content
ذكريات

ذكريات 

كثيرًا ما نتحدّث عن الماضي... نتذكّر أمورًا حدثت... ذكريات تمرّ في ذهننا.. نتناول أحاديثها في ما بيننا...

هل سبق لك وشهدت هكذا حديث؟!؟! ماذا نفع الذّكريات؟!؟! ما الهدف من استعادتها والتّكلّم عنها؟!؟!

أذكر عمّاتي وخالاتي.. كنّ يجلسن معًا لاحتساء القهوة.. ويتكلّمن عن الماضي.. حين كنّ بعمر الصّبا.. كيف كانت أمور الحياة.. وكيف أصبحت... كيف تصرّف ذلك الشّخص مع أقربائه... كيف، وكيف... هل سبق لك أن شهدت هكذا حديث؟!؟!

ربّما هذه الأحاديث لا نفع منها... ولكن، رغم هذا، نكرّرها.. ونتحدّث بتفاصيلها... لماذا؟!؟! ما الهدف؟!؟!  

من المؤكّد أنّ ما أنا عليه اليوم هو نتيجة لما حدث معي وما مررت به من ظروف في السّابق... فما الجدوى إذًا من استعادة الذّكريات وتكرار الكلام فيها...  

هل نتكلّم عنها ونذكرها فقط كي نتذكّر الماضي؟!؟! لا...  

إنّ الهدف من الذّكريات ليس أن نستذكر الأحداث والمواقف والظّروف... لمجرّد الحديث من دون فائدة... ولا لنحلّل كيف تصرّف هذا أو ذاك... ولا كي كيف تعامل أفراد العائلة في هذا الظّرف أو في ذاك الموقف...  

الهدف الأساس من الذّكريات هو أن أتذكّر الأخطاء الّتي قمت بها سابقًا.. وأن أنبّه نفسي كي لا أقع فيه مرّة أخرى.. وألّا أكرّر فعلتي مجدّدًا...  

هذا الهدف من الذّكريات إيجابيّ جدًّا... ومفيد أيضًا...  

في استرجاع الذّكريات، نتمكّن من أن نتعلّم من الماضي.. وأن نبني مستقبلًا أفضل، فيه نتجنّب الوقوع في أخطاء فعلناها ودفعنا ثمنها غاليًا...  

وحين نستذكر أمورًا قام بها الآخرون.. فإنّنا أيضًا نتعلّم من تجربتهم.. ونقدر، بموضوعيّة، أن نتبيّن الخطأ في حياتنا، فنصلحه ونعدّل المسير قبل فوات الأوان...  

ومن ناحية أخرى، نتعلّم من فضائل الغير أيضًا.. نرى كيف كانت حياتهم خيّرة ونافعة ومفيدة... والنّظر من هذه الزّاوية أيضًا أمر بنّاء ونافع لتقدّمنا وخبرتنا في الحياة نحو الأفضل...  

ربّما نلقي نظرة إلى الوراء لنتأمّل في ماضينا.. ونحن نبني مستقبلنا برؤية واضحة على أساس الخبرة السّابقة...  

دعيني أطرح عليك بعض الأسئلة...  

هل أنت قادرة على تخيّل وضع حياتك بعد 5 سنوات من الآن؟!؟!  

كيف سيكون نمط حياتك؟!؟! كيف يبدو لك المشهد؟!؟!  

ماذا عن وضع خطّة لمدّة طويلة في المستقبل؟!؟! كيف تعتقدين أنّك ستعتنين بنفسك؟!؟! 

هذه مجرّد أسئلة بسيطة.. تعطيك أفكارًا للتّأمّل بها.. من أجل النّظر في أمور حياتك.. ومستقبلك الآتي... فبعد أن تلقي نظرة إلى الوراء.. وترين الآن أين أنت.. وأين تودّين أن تصبحي... تتمكّنين من تصوّر مسارك للوصول إلى هدفك المستقبلي...  

هذا هو الهدف من الذّكريات...  

أنا، بصراحة، لست على استعداد أن أصغي لأحاديث الذّكريات فقط من أجل التّذمّر والتّحسّر...  

الهدف, المستقبل, الماضي, الذكريات, خبرة الحياة, مسار الحياة, التحسر على الماضي, الهدف من الذكريات

  • عدد الزيارات: 276