الصّداقة والتّوقّعات
قالت: #صديقتي لا تجيب كما أتوقّعها أن تفعل... قلت: ما درجة #الصّداقة الّتي تجمعكما؟!؟! أجابت: لا أعرف... لم أفكّر في هذا قبلًا!!!! أيّ #صداقة تجمعنا؟!؟!
في البداية، علينا أن نفرّق بين أنواع الصّداقة من ناحية، كما أنّه من الأفضل أن ندرك المراحل الّتي يمرّ بها شخصان قبل أن يصبحا صديقين، من ناحية أخرى... للصّداقة ثلاثة أنواع...
صداقة المصلحة... تولد بينك وبين شخص "نافع" أو مفيد بالنّسبة إليك...
صداقة اللّذة... تولد بينك وبين أولئك الّذين تشعرين معهم بالمتعة والبهجة...
صداقة الخير... وهي مبنيّة على الإحترام والتّقدير المتبادلين...
أمّا مراحل الصّداقة فهي أربع: مرحلة التّعارف... مرحلة "القرين"... مرحلة "أصدقاء مقرّبون"... مرحلة "أعزّ الأصدقاء"...
ليس هذا فحسب، بل للصّداقة أيضًا درجات...
الغرباء والمعارف... لربّما أعرف كيف هو شكل هذا الشّخص... أو أكثر من شكله بقليل، كأشياء يقوم بها عادة، مثلًا... لكن.. هذا كلّ ما أعرفه... ربّما أعرفه من أماكن معيّنة.. باسمه فقط.. أو بتفاصيل ضئيلة... مثل طبيعة عمله.. أو مكان سكنه.. كلامي معه محدود بالسّلام والتّحيّة.. ولكن، لا أحاديث مطوّلة تجري بيننا...
أصدقاء النّشاطات... مع هكذا شخص أخرج لنقضي وقتًا ممتعًا سويًّا... ربّما تمضي على هذه العلاقة سنوات... نتبادل الأحاديث.. نتشارك الضّحك.. ولكن، ما أحصل عليه من هذه العلاقة هو علاقة عاديّة جدًّا.. تتناول مواضيع بسيطة وسطحيّة.. لا أمور شخصيّة... ربّما يسأل عن حياتي.. وأموري.. وربّما أخبره... لكنّه في الحقيقة لا يسأل كي يصغي إليّ.. ولا يريد أن يدخل في عمق أموري... بعبارة أخرى، عندما يوجد المرح وأمور يحبّها، أراه موجودًا... ولكن، عندما أكون في مأزق، لا يمكن إيجاده في أيّ مكان... ولكنّ هذا الأمر لا يشكّل فارقًا، إذ أنّ وجوده وغيابه بذات الأهمّيّة...
أصدقاء وأصدقاء جيّدون أو مقرّبون... يجب على العلاقة هنا بأن تكون "متبادلة"، أي من قِبَل الطّرفين... لكي أستطيع أن أعتبر شخصًا ما "صديق"، يجب أن يحمل لي درجة معيّنة من الإهتمام.. بالرّغم من أنّه لن يضحّي كثيرًا لأجلي.. لكنّه يحاول بقدر استطاعته وحين يسمح له الوقت، أن يقدّم لي الإهتمام... وأهمّ ما في هذه العلاقة هو أن أتعامل معه أنا أيضًا بنفس طريقة تعامله معي.. لأنّها، كما ذكرنا، علاقة "متبادلة"...
الأصدقاء المقرّبون.. على الطّرفين أن يكونا موجودين من أجل بعضهما عندما يحتاج أحدهما الآخر... يهتمّان بمشاعر بعضهما.. يقدّمان الخدمة لبعضهما كي يتأكّدا من أنّ كلًّا منهما سعيد دائمًا... بعبارة أخرى، يضحّيان في سبيل بعضهما ويمشيان الطّريق معًا... إذا كنت بحاجة إلى وقت، فالصّديق الجيّد على استعداد بأن يمضي معي الوقت الّذي أحتاجه...
أعزّ الأصدقاء وتوائم الرّوح... هم على استعداد دائم للمضيّ جنبًا إلى جنب مع أعزّ أصدقائهم أو "توأمهم" في الصّداقة... هذه هي أسمى درجات الصّداقة... اهتمام التّضحية الخالصة... في أكثر الأحيان، في هكذا علاقة، لا يحتاج الشّخص لأن يقول الكثير... فالآخر يفهمه من دون كلام...
قليلون ممّن قابلتهم في حياتي.. لم يكونوا أصدقاء مقرّبين بقدر ما كانوا "ملائكة" في مراحل حياتي... وجود هؤلاء الأشخاص كان لتقديم المساعدة والإهتمام دون أن ينتظروا شيئًا بالمقابل.. ولا لكي يسألوا أن أردّ لهم الجميل... هذه العلاقة نادرة جدًّا... فهي تتطلّب شخصًا خاليًا من أيّ شعور بالأنانيّة أو حبّ الذّات السّلبيّ...
باختصار... على توقّعاتنا أن تكون متوازية مع نوعيّة الصّداقة الّتي تجمعنا بالآخرين... فمتى عرفنا طبيعة علاقتنا بهم، استطعنا أن نبني التّوقّعات المناسبة، كي لا نصاب بخيبة الأمل، ونخسر أشخاص نحبّهم...
الصداقة, التضحية, الإهتمام, الأصدقاء, العلاقات, خيبة الأمل, العلاقة المتبادلة, أعز الأصدقاء, الصداقة خير, الأصدقاء المقربون, صداقة المصلحة
- عدد الزيارات: 733