Skip to main content
الخوف والحقيقة

الخوف والحقيقة

"أنا لا أفعل هذا الشّيء.. لأنّني أخاف من ...... " تخافين من ماذا؟!؟! إن وقفت في الحياة دون تقدّم... فلسوف تسبقك الفرص.. ولن تنتظر تقدّمك الحياة... فكيف إذًا تواجهين مشاعر الخوف من اتّخاذ خطوة إلى الأمام؟!؟! 

أفضل طريقة للتّخلّص من المخاوف الّتي تأتينا بسبب الأحلام والكوابيس في اللّيل هي أن نطرحها من فكرنا.. في وضح النّهار... أيضًا يمكننا أن نتكلّم عنها لأشخاص موضع ثقة بالنّسبة إلينا.. بهذه الطّريقة نكون أيضًا قد واجهناها شخصيًّا.. عندما نصغي إلى أنفسنا بينما نشرحها لشخص آخر... وعندما نواجهها.. نعرف سببها ومن أين تنبع...  

قولي لنفسك: أنا لا أفعل هذا الشّيء.. لأنّني أخاف من ......  

البعض سيكمل الجملة ب: أخاف من خسارة بعض الأشخاص...  

فهل أنت ترفضين القيام بأمور ما خوفًا من أن تخسري أشخاصًا معيّنين في حياتك؟!؟! هل أنت متأكّدة من أنّك ستخسرين هذا الشّخص؟!؟! إن كنت على يقين من أنّ هذا سيحدث، ففكّري... ما أساس هذه العلاقة الّتي ستنهار عند قيامك بأمر ما؟!؟! أو ماذا تقدّم هذه العلاقة لحياتك، ومن الواضح أنّها تحمل قيودًا لك، وكيف تساعد في نموّك وتطوّرك؟!؟!  

أو: أخاف من أن أغضب أحدًا ما...  

أم أنّك لا تقومين بعمل آخر حتّى لا تثيرين غضب أحد من حولك؟!؟! أنا أوافقك أنّ غضب الآخرين تجاهك هو أمر ليس بمحبّب أبدًا... ولكن، في بعض الأحيان، علينا أن نتقبّل غضب الآخرين ونتحمّله، إن كان ما نقوم به هو لصالحنا ولصالح التّقدّم في حياتنا...  

أو أخاف أن أجرح شعور فلان أو فلانة...  

بالطّبع يمكن أن تخافي من جرح شعور الآخرين.. إنّما أن تجرحي الشّعور أمر مغاير لأذى الآخرين.. فأنت بالتّأكيد لا تقصدين إيذاء أحد، إنّما في بعض الأحيان يمكن لإحساسهم بعدم الرّاحة أن يكون لمصلحة جيّدة وبنّاءة.. ويساعد في الكثير من المواقف لتصحيح خطأ ما...  

إجابة أخرى قد تكون: أخاف من أن أخسر عملي...  

راجعي التّفكير... فإذا ما كان الأمر الّذي ستقومين به يتماشى مع الأخلاق والإحترام، فلن يكون مشكلة أبدًا...  

مثال آخر على الإجابات المحتملة: أخاف أن أفشل إن قمت بهذه الخطوة...  

حسنًا... ربّما تفشلين... وربّما العكس، تنجحين... وفي حالة الفشل، أؤكّد لك، أنّ الفشل أحيانًا كثيرة يكون دافعًا للأفضل في ما بعد... 

وأودّ أن القي الضّوء على مرحلة ما بعد الفشل، إذ تتولّد فينا أحاسيس مختلفة..  

ربّما نشعر بخيبة الأمل... وفي هذه الحال، يمكننا التّواصل مع أحد الأصدقاء المقرّبين.. أو أي شخص أخصّائي نرتاح للكلام معه.. وعندما نفصح بما نشعر.. نمتلىء براحة نفسيّة.. وهنا، ننهض ونقوم من ركام الفشل، أقوى وأكثر عزيمة من قبل...  

ربّما أيضًا نظنّ أنّ الأمور أفلتت من أيدينا... لذا، في حال الشّعور بأنّنا فقدنا السّيطرة، بعد الفشل، سيساعدنا كثيرًا إن عملنا بنصيحة خبير في الموقف الّذي نواجه... فندرك كيفيّة التّعبير عمّا نشعر، ونفهم حقيقة إحساسنا تجاه الموقف..  

ربّما تقفين حائرة... ماذا تفعلين في الخطوة التّالية... وفجأة، تأتيك فكرة لا بأس بها كي تواصلي المسير نحو الأمام... في هذا الوضع، لا تنتظري حتّى تتأكّدي مئة في المئة وتضمني النّتيجة... قومي بمحاولة جديدة...  

وعندما تظنّين أنّ الفشل قد يجلب لك المشاعر الّتي لا تريدين الشّعور بها.. لا عليك... فهذه المشاعر لن تدوم فيك إلى الآبد... لأنّ الوضع سيتحسّن إن عاودت المحاولة...  

لا تقولي أنّه من الأفضل لك ألّا تأخذي الفرصة ثانية... فبالطّبع عليك ألّا تجازفي بكلّ ما لديك... ولكن، ربّما تندمين في المستقبل.. وتقولين، ليتني قمت بذلك... ليتني انتهزت الفرصة... قومي بواجبك.. واحسبي جيّدا ما تجازفين.. وآمني بأنّك سوف تنجحين.. بعد أن تطّلعي على كلّ حيثيّات الموقف...  

أرجوك عزيزتي... لا تظنّي أنّني أقلّل من أهمّيّة مخاوفك أبدًا... لأنّها حقيقة موجودة في كلّ واحدة منّا... وأدرك أنّها مؤلمة... ولكن، ضعيها في نور الحقيقة... اكتشفي إن كانت تجارب الماضي هي من يفرض هذه المخاوف... حاولي أن تري إن كانت فعلًا مخيفة للدّرجة الّتي تشعرين بها...  

وإليك تشجيع من الكتاب المقدّس، فهو يقول في الرّسالة إلى أهل فيلبّي، 4: 6: لا تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. 

وفي إنجيل متّى 6: 34، يقول: فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ. 

لا تدعي الفشل يثنيك عن المثابرة... تحلّي بالتّصميم.. وقومي بواجبك تجاه نجاح نفسك... لأنّ الخوف يسبّب عدم الوضوح في الأفكار، ويحجب الرّؤية الجليّة، فيحوّل تفكيرك عن اختيار القرار السّليم..  

النجاح, الخوف, التشجيع, الفشل, التصميم, الصلاة, الخسارة

  • عدد الزيارات: 1158